وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد « سمعت رسول الله ﷺ يقرأ ﴿ يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ﴾ ولا يبالي أنه هو الغفور الرحيم ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود أنه مر على قاصٍّ يذكر الناس فقال : يا مذكر الناس لا تقنط الناس، ثم قرأ ﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ﴾.
وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال : قال علي أي آية أوسع؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن ﴿ من يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ﴾ [ النساء : ١١٠ ] ونحوها. فقال علي رضي الله عنه : ما في القرآن أوسع آية من ﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم... ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم.. ﴾. قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله، ومن زعم أن المسيح ابن الله، ومن زعم أن عزيراً ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة. يقول الله تعالى لهؤلاء ﴿ أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ﴾ [ المائدة : ٧٤ ] ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولاً من هؤلاء. من قال ﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ [ النازعات : ٢٤ ] وقال ﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ [ القصص : ٣٨ ] قال ابن عباس رضي الله عنهما : من آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : إن إبليس قال : يا رب زدني قال : صدوركم مساكن لكم، وتجرون منهم مجرى الدم قال : يا رب زدني. قال :﴿ اجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ﴾ [ الإسراء : ٦٤ ] فقال آدم عليه السلام : يا رب قد سلطته عليَّ وأني لا أمتنع منه إلا بك فقال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء. قال : يا رب زدني. قال : الحسنة عشراً أو ازيد، والسيئة واحدة أو امحوها قال : يا رب زدني قال : باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد.


الصفحة التالية
Icon