قال : يا رب زدني قال ﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ﴾.
وأخرج أحمد وأبو يعلى والضياء عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم لغفر لكم. والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون، ثم يستغفرون فيغفر لهم ».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، سمعت رسول الله ﷺ يقول :« لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم ».
وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أوحى الله إلى داود عليه السلام : يا داود إن العبد من عبيدي ليأتيني بالحسنة فاحكمه فيّ قال داود عليه السلام. وما تلك الحسنة؟ قال : كربة فرجها عن مؤمن قال داود عليه السلام : اللهم حقيق على من عرفك حق معرفتك أن لا يقنط منك.
وأخرج الحكيم الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« قال لي جبريل عليه السلام : يا محمد إن الله يخاطبني يوم القيامة، فيقول : يا جبريل ما لي أرى فلان ابن فلان في صفوف أهل النار؟ فأقول يا رب إنا لم نجد له حسنة يعود عليه خيرها اليوم. فيقول الله : إني سمعته في دار الدنيا يقول : يا حنان يا منان، فأته فاسأله فيقول وهل من حنان ومنان غيري؟ فآخذ بيده من صفوف أهل النار، فادخله في صفوف أهل الجنة ».
وأخرج ابن الضريس وأبو القسام بن بشير في اماليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى، ولم يرخص لهم في معاصيه، ولم يؤمنهم عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة منه إلى غيره. إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : إن للمقنطين جسراً يطأ الناس يوم القيامة على أعناقهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ألم أحدث أنك تعظ الناس؟ قال : بلى. قالت : فإياك واهلاك الناس وتقنيطهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن رجلاً كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة، ويشدد على نفسه، ويقنط الناس من رحمة الله تعالى، ثم مات فقال : أي رب ما لي عندك؟ قال : النار قال : فأين عبادتي واجتهادي؟ فقيل له كنت تقنط الناس من رحمتي، وأنا اقنطك اليوم من رحمتي.


الصفحة التالية
Icon