ولفظ ابن النجار « يا عائشة إنه يكتب فيه ملك الموت ومن يقبض، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم » وأخرج ابن ماجة والبيهقي في شعب الإِيمان، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا كان ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا سائل فأعطيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ».
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة والبيهقي، « عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعاً رأسه إلى السماء، فقال يا عائشة :» أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت : ما بي من ذلك؛ ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال : إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب « ».
وأخرج البيهقي، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه أو عن عمه أو جده أبي بكر الصديق، عن النبي ﷺ قال :« ينزل الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر لكل شيء، إلا لرجل مشرك أو في قلبه شحناء ».
وأخرج البيهقي، عن أبي ثعلبة الخشني، عن النبي ﷺ قال :« إذا كان ليلة النصف من شعبان، اطلع الله تعالى إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ».
وأخرج البيهقي، عن معاذ بن جبل، عن النبي ﷺ قال :« يطلع الله في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ».
وأخرج البيهقي، عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً نحوه.
وأخرج البيهقي، « عن عائشة قالت : قام رسول الله ﷺ من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك، قمت حتى حركت إبهامه، فتحرك، فرجعت، فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته، فقال :» يا عائشة، أو يا حميراء ظننت أن النبي قد خاس بك « قلت : لا والله يا نبي الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال :» أتدرين أي ليلة هذه؟ « قلت : الله ورسوله أعلم، قال :» هذه ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم « ».
وأخرج البيهقي وضعفه، عن عائشة رضي الله عنها قالت :« دخل عليّ رسول الله ﷺ، فرفع عنه ثوبيه ثم لم يستتم أن قام، فلبسهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنه يأتي بعض صويحباتي، فخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء، فقلت : بأبي أنت وأمي أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا، فانصرفت فدخلت في حجرتي ولي نَفَسٌ عالٍ، ولحقني النبي ﷺ، فقال : ما هذا النفس يا عائشة؟ فقلت : بأبي أنت وأمي أتيتني، فوضعت عنك ثوبيك ثم لن تستتم أن قمت فلبستهما، فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنك تأتي بعض صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع. قال يا عائشة :» أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ بل أتاني جبريل عليه السلام، فقال هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب، لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر. قالت : ثم وضع عنه ثوبيه، فقال لي : يا عائشة أتأذنين لي في القيام هذه الليلة؟ فقلت : نعم بأبي وأمي، فقام فسجد ليلاً طويلاً حتى ظننت أنه قد قبض، فقمت ألتمسه ووضعت يدي على باطن قدميه، فتحرك وسمعته يقول في سجوده، أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، فلما أصبح ذكرتهن له، فقال يا عائشة : تعلمتيهن؟ فقلت : نعم، فقال : تعلميهن وعلميهن، فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود « ».


الصفحة التالية
Icon