وأخرج البيهقي، « عن عائشة قالت : كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، وكان رسول الله ﷺ عندي، فلما كان في جوف الليل، فقدته فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة، فتلفعت بمرطي، فطلبته في حجر نسائه، فلم أجده فانصرفت إلى حجرتي، فإذا أنا به كالثوب الساقط وهو يقول في سجوده :» سجد لك خيالي وسوادي وآمن بك فؤادي فهذه يدي وما جنيت بها على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم يا عظيم اغفر الذنب العظيم سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، ثم رفع رأسه، ثم عاد ساجداً، فقال : أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ بك منك أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود أعفر وجهي في التراب لسيدي وحق له أن يسجد، ثم رفع رأسه فقال : اللهم ارزقني قلباً تقياً، من الشر نقياً، لا جافياً ولا شقياً، ثم انصرف فدخل معي في الخميلة ولي نفس عال، فقال ما هذا النفس يا حميراء؟ فأخبرته، فطفق يمسح بيديه على ركبتي ويقول : ويح هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة! هذه ليلة النصف من شعبان ينزل الله فيها إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده إلا المشرك والمشاحن « ».


الصفحة التالية
Icon