« من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً فيقال ابن ليلتين ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : إن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل ويرفع العلم حتى يقوم الرجل إلى أمه فيكربها بالسيف من الجهل.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبدالله بن عمر قال : يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلاً والجهل علماً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال : ليأتين على الناس زمان يجد النسوة نعلاً ملقى على الطريق فيقول بعضهن لبعض قد كانت هذه النعلة مرة لرجل.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار عن علي رضي الله عنه قال :« قيل لرسول الله ﷺ : متى الساعة؟ فزبره رسول الله ﷺ حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال :» تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب « ثم تطلع إلى الأرض فقال » تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب « ثم قال :» أين السائل عن الساعة؟ « فجثا رجل من آخر القوم على ركبتيه فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رسول الله ﷺ :» عند حيف الأئمة، وتكذيب بالقدر، وإيمان بالنجوم، وقوم يتخذون الأمانة مغنماً والزكاة مغرماً والفاحشة زيارة «، فسألته عن الفاحشة زيارة، قال :» الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاماً وشراباً ويأتيه بالمرأة فيقول اصنع لي كما صنعت فيتزاورون على ذلك « قال : فعند ذلك هلكت أمتي يا ابن الخطاب ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة، وحتى تتخذ المساجد طرقاً لا يسجد لله فيها حتى يجاوز، وحتى يبعث الغلام بالشيخ بريداً بين الأفقين، وحتى ينطلق الفاحر إلى الأرض النامية فلا يجد فضلاًّ ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« حج النبي ﷺ حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال : أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ فقام إليه سلمان رضي الله عنه فقال : أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله. قال : إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة، والميل مع الهوى، وتعظيم رب المال. فقال سلمان : ويكون هذا يا رسول الله؟ قال : نعم والذي نفس محمد بيده، فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرماً والفيء مغنماً، ويصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويتكلم الرويبضة. قال : وما الرويبضة؟ قال : يتكلم في الناس من لم يتكلم، وينكر الحق تسعة أعشارهم، ويذهب الإِسلام فلا يبقى إلا اسمه، ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه، وتحلى المصاحف بالذهب وتتسمن ذكور أمتي وتكون المشورة للإِماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء، فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع، وتطول المنائر وتكثر الصفوف، مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة. قال سلمان : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم والذي نفس محمد بيده، عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر، فعند ذلك يا سلمان يكون أمراء فسقة ووزراء فجرة وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات، فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها. عند ذلك يا سلمان يجيء سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً، عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهواً وتنزهاً وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة. قال : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم والذي نفسي بيده، عند ذلك يا سلمان يفشو الكذب ويظهر الكوكب له الذنب، وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب الأسواق. قال : وما تقاربها؟ قال : كسادها وقلة أرباحها عند ذلك يبعث الله ريحاً فيها حيات صفر فتلتقط رؤساء العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه قال : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم والذي بعث محمداً بالحق ».


الصفحة التالية
Icon