قال : فكف الله النبي عنهم من بعد أن أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية أن تطأهم الخيل.
أخرج ابن المنذر عن الضحاك وسعيد بن جبير ﴿ والهدي معكوفاً ﴾ قال : محبوساً.
وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة، فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها.
وأخرج الطبراني « عن مالك بن ربيعة السلولي رضي الله عنه أنه شهد مع رسول الله ﷺ يوم الشجرة ويوم رد الهدي معكوفاً قبل أن يبلغ محله، وأن رجلاً من المشركين قال يا محمد : ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون؟ فقال :» هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذي نفسي بيده لقد رضي الله عنهم « ».
قوله تعالى :﴿ ولولا رجال مؤمنون ﴾ الآية.
أخرج الحسن بن سفيان وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن قانع والباوردي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم بسند جيد عن أبي جمعة حنيبذ بن سبيع قال : قاتلت النبي ﷺ أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً، وفينا نزلت ﴿ ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات ﴾ وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ﴾ قال : حين ردوا النبي ﷺ ﴿ أن تطؤهم ﴾ بقتلهم إياهم ﴿ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً ﴾ يقول لو تزيل الكفار من المؤمنين لعذبهم الله عذاباً أليماً بقتلهم إياهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ ولولا رجال مؤمنون ﴾ قال : دفع الله عن المشركين يوم الحديبية بأناس من المؤمنين كانوا بين أظهرهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : هم أناس كانوا بمكة تكلموا بالإِسلام كره الله أن يؤذوا وأن يوطأوا حين رد محمد ﷺ وأصحابه يوم الحديبية، فتصيب المسلمين منهم معرة يقول ذنب بغير علم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ﴿ فتصيبكم منهم معرة بغير علم ﴾ قال : إثم ﴿ لو تزيلوا ﴾ قال : لو تفرقوا.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً ﴾ قال : هو القتل والسبي.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً ﴾ قال : إن الله تعالى يدفع بالمؤمنين عن الكفار.


الصفحة التالية
Icon