وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن ثابت بن قيس بن شماس قال :« لما نزلت على النبي ﷺ ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ﴾ قعدت في بيتي، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فقال : تعيش حميداً وتقتل شهيداً، فقتل يوم اليمامة ».
وأخرج البغوي وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق عن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فلقيت رجلاً من الأنصار. قلت : حدثني حديث ثابت بن قيس بن شماس. قال : قم معي فانطلقت معه حتى دخلت على امرأة، فقال الرجل : هذه ابنة ثابت بن قيس بن شماس فاسألها عما بدا لك. فقلت : حدثيني. قالت : سمعت أبي يقول : لما أنزل الله على رسول الله ﷺ ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ﴾ الآية دخل بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكي، ففقده رسول الله ﷺ، فقال : ما شأن ثابت؟ فقالوا : يا رسول الله ما ندري ما شأنه غير أنه قد أغلق عليه باب بيته فهو يبكي فيه. فأرسل رسول الله ﷺ فسأله : ما شأنك؟ قال : يا رسول الله : أنزل الله عليك هذه الآية، وأنا شديد الصوت فأخاف أن أكون قد حبط عملي. فقال : لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير. قالت : ثم أنزل الله على نبيه ﴿ إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور ﴾، فأغلق عليه بابه وطفق يبكي فيه فافتقده رسول الله ﷺ وقال : ثابت ما شأنه؟ قالوا : يا رسول الله، والله ما ندري ما شأنه غير أنه قد أغلق عليه بابه وطفق يبكي فأرسل إليه رسول الله ﷺ فقال : ما شأنك؟ قال : يا رسول الله : أنزل الله عليك ﴿ إن الله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ ﴾ والله إني لأحب الجمال وأحب أن أسود قومي، قال : لست منهم بل تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة بسلام. قالت : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب فلما لقي أصحاب رسول الله ﷺ قد انكشفوا فقال ثابت لسالم مولى أبي حذيفة ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ﷺ، ثم حفر كل منهما لنفسه حفرة، وحمل عليهم القوم، فثبتا حتى قتلا وكانت على ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها فبينا رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت بن قيس في منامه فقال له : إني أوصيك بوصية إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفا على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلاً فائتِ خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها، وإذا قدمت على خليفة رسول الله فأخبره أن عليَّ من الدين كذا وكذا ولي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وفلان فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه.


الصفحة التالية
Icon