وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب عن سلمان قال : إني لأعد العراق على خادمي مخافة الظن.
وأخرج البخاري في الأدب عن أبي العالية قال : كنا نؤمر أن نختم على الخادم ونكيل ونعدها كراهية أن يتعودوا خلق سوء، ويظن أحدنا ظن سوء.
وأخرج الطبراني عن حارثة بن النعمان قال : قال رسول الله ﷺ :« » ثلاث لازمات لأمتي : الطيرة والحسد وسوء الظن « فقال رجل ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه؟ قال :» إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامضِ « ».
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن عائشة قالت : قال رسول الله ﷺ :« من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه تعالى، إن الله تعالى يقول :﴿ اجتنبوا كثيراً من الظن ﴾ ».
أما قوله تعالى :﴿ ولا تجسسوا ﴾.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله :﴿ ولا تجسسوا ﴾ قال : نهى الله المؤمن أن يتبع عورات أخيه المؤمن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ﴿ ولا تجسسوا ﴾ قال : خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : هل تدرون ما التجسس؟ هو أن تتبع عيب أخيك فتطلع على سره.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي في مكارم الأخلاق عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف، أنه حرس مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة، فبينما هم يمشون شبّ لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب مجافٍ على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف : أتدري بيت من هذا؟ قال : هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب، فما ترى؟ قال : أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه، قال الله :﴿ ولا تجسسوا ﴾ فقد تجسسنا، فانصرف عنهم وتركهم.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي أن عمر بن الخطاب فقد رجلاً من أصحابه فقال لابن عوف : انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر، فأتيا منزله فوجدا بابه مفتوحاً وهو جالس وامرأته تصب له في إناء فتناوله إياه، فقال عمر لابن عوف : هذا الذي شغله عنا، فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في الإِناء؟ فقال عمر : إنا نخاف أن يكون هذا التجسس، قال : بل هو التجسس، قال : وما التوبة من هذا؟ قال : لا تعلمه بما أطلعت عليه من أمره، ولا يكونن في نفسك إلا خير، ثم انصرفا.


الصفحة التالية
Icon