وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول « عن يحيى بن أبي كثير أن نبي الله ﷺ كان في سفر ومعه أبو بكر وعمر، فأرسلوا إلى رسول الله ﷺ يسألونه لحماً، فقال : أو ليس قد ظللتم من اللحم شباعاً؟ قالوا : من أين فوالله ما لنا باللحم عهد منذ أيام، فقال : من لحم صاحبكم الذي ذكرتم. قالوا يا نبي الله : إنما قلنا إنه لضعيف ما يعيننا على شيء. قال : ذلك فلا تقولوا فرجع إليهم الرجل فأخبرهم بالذي قال، فجاء أبو بكر، فقال يا نبي الله طاعلى صماخي واستغفر لي ففعل، وجاء عمر فقال : يا نبي الله طاعلى صماخي واستغفر لي ففعل ».
وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :« من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له لحمه في الآخرة فيقال له كله ميتاً كما أكلته حياً فإنه ليأكله ويكلح ويصيح ».
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا وابن مردويه « عن عبيد مولى رسول الله ﷺ أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله ﷺ، فجلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس، فجاء منهما رسول النبي ﷺ، فقال يا رسول الله : إن ههنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن تموتا فقال رسول الله ﷺ : ائتوني بهما فجاءتا فدعا بعس أو قدح، فقال لإحداهما قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح، وقال للأخرى قيئي، فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح، فقال رسول الله ﷺ :» إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس « ».
وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة أنها سألت عن الغيبة فأخبرت أنها أصبحت يوم الجمعة وغدا رسول الله ﷺ إلى الصلاة، وأتتها جارة لها من نساء الأنصار فاغتابتا وضحكتا برجال ونساء فلم يبرحا على حديثهما من الغيبة حتى أقبل النبي ﷺ منصرفاً من الصلاة، فلما سمعتا صوته سكتتا، فلما قام بباب البيت ألقى طرف ردائه على أنفه، ثم قال : أفّ أخرجا فاستقيئا ثم طهرا بالماء، فخرجت أم سلمة فقاءت لحماً كثيراً قد أحيل، فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته في أول جمعتين مضتا، فسألها عما قاءت فأخبرته، فقال : ذاك لحم ظللت تأكلينه فلا تعودي أنت ولا صاحبتك فيما ظللتما فيه من الغيبة، وأخبرتها صاحبتها أنها قاءت مثل الذي قاءت من اللحم.


الصفحة التالية
Icon