وأخرج ابن مردويه عن أبي مالك الأشعري عن كعب بن عاصم أن رسول الله ﷺ قال :« المؤمن حرام على المؤمن لحمه عليه حرام أن يأكله ويغتابه بالغيب، وعرضه عليه حرام أن يخرقه، ووجهه عليه حرام أن يلطمه ».
وأخرج عبد الرزاق والبخاري في الأدب وأبو يعلى وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان بسند صحيح « عن أبي هريرة أن ماعزاً لما رجم سمع النبي ﷺ رجلين يقول أحدهما لصاحبه : ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسار النبي ﷺ ثم مر بجيفة حمار فقال : أين فلان وفلان إنزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا : وهل يؤكل هذا؟ قال : فإنا أكلتكما من أخيكما آنفاً أشد أكلاً منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب والخرائطي عن عمرو بن العاص أنه مر على بغل ميت وهو في نفر من أصحابه فقال : والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل من لحم رجل مسلم.
وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي الدنيا عن جابر بن عبد الله قال :« كنا مع رسول الله ﷺ فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال : إنهما لا يعذبان في كبير، وبكى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول فدعا بجريدة رطبة فكسرها، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر فقال : أما إنه سيهون من عذابهما ما كانا رطبتين ».
وأخرج البخاري في الأدب عن ابن مسعود قال : من اغتيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله بها خيراً في الدنيا والآخرة، ومن اغتيب عنده فلم ينصره جزاه الله بها في الدنيا والآخرة شراً، وما التقم أحد لقمة شراً من اغتياب مؤمن، إن قال فيه ما يعلم فقد إغتابه، ومن قال فيه ما لا يعلم فقد بهته.
وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال :« كنا مع رسول الله ﷺ فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ :» أتدرون ما هذه الريح هذه ريح الذين يغتابون الناس « ».
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا وقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصراً وللقوم زاجراً وقم عنهم، ثم تلا هذه الآية ﴿ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ﴾ ».


الصفحة التالية
Icon