وكقوله: * خشنتِ عليه أختَ بني خشين (١) * وكقوله: ألا لا يمد الدهر كفا بسيئ * إلى مجتدى نصر فتقطع من الزِند (٢) وقال في وصف المطايا: / لو كان كلّفها عبيد حاجة * يوماً لزنَّى شدقماً وجديلا (٣) وكقوله: فضربت الشتاء في أخدعيه * ضربة غادرته عودا ركوبا (٤) فهذا وما أشبهه إنما يحدث من غلوه في محبة الصنعة، حتى يعميه عن وجه الصواب، وربما أسرف في المطابق والمجانس ووجوه البديع من الاستعارة وغيرها، حتى استثقل نظمه، واستوخم رصفه، وكان التكلف (٥) بارداً، والتصرف جامداً.
وربما اتفق مع ذلك في كلامه النادر المليح، كما يتفق البارد القبيح.
* * * وأما البحتري فإنه لا يرى في التجنيس ما يراه أبو تمام، ويقل التصنع له.
فإذا وقع في كلامه كان في الأكثر حسناً رشيقا، وظريفا جميلا.
وتصنعه
(١) هذا الشطر مطلع قصيدة له، وعجزه كما في ديوانه ص ٣٢١ * وأنجح فيك قول العاذلين * وقد ورد في الصناعتين ص ٢٦٢ والموشح ص ٣٢٤ في ص ٣١٠ " وهذا الكلام لا يشبه خطاب النساء في مغازلتهن، وإنما أوقعه في ذلك محبته ها هنا للتجنيس، وهو بهجاء النساء أولى "! وفي الموازنة ص ٤٣٧ " فأما قوله: خشنت عليه، فهو لعمري من تجنيساته القبيحة، وعهدت مجان البغداديين يقولون فيه: قليل نورة يذهب بالخشونة " (٢) ديوانه ص ١١٥ من قصيدة يمدح بها أبا العباس، نصر بن منصور بن بسام، وفيه " فتقطع للزند " والبيت في الصناعتين ٢٣٦ والوساطة ٦٨ والموازنة ص ٢٢٩ والموشح ص ٣١١.
(٣) ديوانه ص ٢٤٣ وفيه " لانسى شدقما " والوساطة ص ٦٥ وفى الموشح ص ٣١١ ما أخس قوله: " لزنى شدقما وجديلا، وما معنى تزنيته ناقة أو بهيمة "؟ وفى اللسان ١٣ / ١١٢ " وجديل وشدقم: فحلان من الابل كانا للنعمان بن المنذر ".
ويشير أبو تمام إلى قول عبيد الراعى النميري: شم الحوارك جنحا أعضادها * صهبا تناسب شدقما وجديلا (٤) ديوانه ص ٢٧ وفيه " غادرته قودا " والوساطة ص ٦٨ والصناعتين ص ٢٣٦ والموشح ص ٣١٣.
والقود، والعود: البعير المسن.
(٥) س: " واستوخم رصعه وكان التكليف ".
(*)
(٣) ديوانه ص ٢٤٣ وفيه " لانسى شدقما " والوساطة ص ٦٥ وفى الموشح ص ٣١١ ما أخس قوله: " لزنى شدقما وجديلا، وما معنى تزنيته ناقة أو بهيمة "؟ وفى اللسان ١٣ / ١١٢ " وجديل وشدقم: فحلان من الابل كانا للنعمان بن المنذر ".
ويشير أبو تمام إلى قول عبيد الراعى النميري: شم الحوارك جنحا أعضادها * صهبا تناسب شدقما وجديلا (٤) ديوانه ص ٢٧ وفيه " غادرته قودا " والوساطة ص ٦٨ والصناعتين ص ٢٣٦ والموشح ص ٣١٣.
والقود، والعود: البعير المسن.
(٥) س: " واستوخم رصعه وكان التكليف ".
(*)