وسئل الهندي عنها؟ فقال: وضوح الدلالة، وانتهاز الفرصة، وحسن الإشارة.
وقال مرة (١) : التماس حسن الموقع والمعرفة بساعات (٢) القول، وقلة الخرق بما (٣) التبس من المعاني، أو غمض وشرد من اللفظ وتعذر.
وزينته (٤) أن تكون الشمائل موزونة، والالفاظ معدلة، واللهجة نقية (٥)، وأن (٦) لا يكلم سيد الأمة بكلام الأمة، ويكون في قواه فضل (٧) التصرف في كل طبقة ولا يدقق المعاني كل التدقيق، ولا ينقح الألفاظ كل التنقيح، و [لا] يصفيها كل التصفية، و [لا] يهذبها بغاية التهذيب (٨).
وأما " البراعة " فهى فيما يذكر (٩) أهل اللغة: الحذق بطريقة الكلام وتجويده، وقد يوصف بذلك كل متقدم في قول أو صناعة.
وأما " الفصاحة " فقد اختلفوا فيها: فمنهم من عبر عن معناها بأنه: ما كان جزل اللفظ، حسن المعنى.
وقد قيل: معناها: الاقتدار على الإبانة عن المعاني الكامنة في النفوس، على عبارات جلية، ومعان نقية بهية.
* * * والذي يصور عندك ما ضمنا تصويره، ويحصل لديك (١٠) معرفته - إذا كنت في صنعة الأدب متوسطاً، وفى علم العربية متبينا (١١) - / أن تنظر أو لا في
وأولها كما ذكر في البيان ١ / ٩٢ " أول البلاغة اجتماع آلة البلاغة، ذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش، ساكن الجوارج قليل اللحظ، متخير اللفظ، لا يكلم سيد الامة بكلام الامة، ولا الملوك بكلام السوقة، ويكون في قواه... " (٧) م " فصل " (٨) راجع بقية الصحيفة المزعومة في البيان ١ / ٩٢ (٩) س، ك: " البراعة ففيما " (١٠) س، ك " عندك " (١١) م: " مشاركا " (*)