(بأيمانهم) جمع يمين، يكون النور باليد اليمنى لأنها جهة كُتُب السعداء (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (١٩) الحاقة). ونلاحظ أنه لم يقل عن أيمانهم وإنما (بأيمانهم) الباء هنا للإلصاق كأنه مصباح تحمله في يدك، وكأنهم يحملون نورهم والله أعلم بالحال يوم القيامة. لذلك ما قال عن أيمانهم وقد وردت آيات أخرى فيها (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ (١٧) الأعراف) وإنما قال (بأيمانهم) كما قال (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (١٧) طه) لأنه ملتصق بأيمانهم. (عن) تستعمل للمجاوزة لما يقال جلس عن يمينه أي متراخياً عن يمينه ليس ملتصقاً أما بيمينك أي ملتصق. (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) هو يحملها في يده.
سؤال من المقدم: يسعى نورهم أسند السعي للنور فمسافة السعي بين أيديهم وبأيمانهم يُسعى بهم إلى الأمام هل هذا التركيب يُفهم منه أنه خاص بالمؤمنين والمؤمنات في حال سعيهم يوم القيامة؟ هو يتكلم عن المؤمنين والمؤمنات يوم القيامة (بشراكم اليوم). والخطاب موجه لكل من يصلح أن يُخاطَب، (يوم ترى) لكل من يصلح أن يخاطب والرسول ﷺ أولاً لكن كل من يصلُح أن يخاطب إما أن ينتفع بهذا الخطاب فهو مؤمن ويكون من هؤلاء والآخر فيكون حجة عليه من باب التأكيد. لأن أحياناً يكون الخطاب قد يكون لكل من يصلح له الخطاب. (يوم ترى) والرؤية هنا في الآية بالعين.