القدماء انتبهوا أن السور التي تبدأ بالأحرف المقطعة بُنيت على ذلك الحرف فمثلاً سورة ق تتكرر فيها الكلمات التي فيها حرف القاف مثل (قول، رقيب، القرآن، تنقص، ألقينا، باسقات، الخلق) وكذلك سورة ص تكثر فيها الكلمات التي فيها حرف الصاد مثل (مناص، اصبروا، أصحاب، صيحة، فصل، الخصم) حتى أنهم جعلوا إحصائية في (ألر) وقالوا أنها تكررت فيها الكلمات التي فيها (ألر) ٢٢٠ كلمة هذا قول القدامى. وقال الزمخشري : لو نظرنا في عدد الحروف (١٤) حرفاً تمثّل نصف حروف المعجم وجاءت في ٢٩ سورة وهي عدد حروف المعجم وأخذت من المهموسة نصفها ومن الشديدة نصفها ومن المطبقة نصفها ومن المستعلية نصفها ومن القلقلة نصفها ومن الرخوة نصفها ومن المستقرّة نصفها ومن المنقحة نصفها وهكذا.
وقسم قال أنه تشتمل على أنصاف الأحرف مثلاً كل سورة بدأت بـ (ألم) تذكر بدء الخلق (حرف الألف) ووسط الخلق (حرف اللام) ونهاية الخلق (حرف الميم). وقسم قالوا أن كل السور التي تبدأ بحرف (ط) تبدأ بقصة موسى أولاً. وهناك من جعل منها معادلة رياضية فقال أن كل سورة فيها (ألم) نسبة الحروف ألف إلى لام تساوي نسبة الحروف لام إلى ميم.
وقسم يجمع الحروف في جمل وقسم أجروها على الطوائف فجعلوا من الأحرف الأربعة عشر جملاً متعددة وقسم جعلها رموزاً لأمور ستقع مثلما قالوا في (حم عسق) في تفسير ابن كثير إشارة إلى أمور في أحد من آل بيت الرسول - ﷺ - وقسم كانوا يجمعون على حساب الجمل فيجعلون الألف واحد.
والذي عليه الكثيرين أن القرآن مؤلف من أجناس هذه الأحرف التي تتحدثون بها وجاء بكلام معجز من جنس كلامهم فأتوا بمثله إن استطعتم. والسلف كانوا يوكلون معاني هذه الأحرف لله تعالى.
١٥٠- ما دلالة كلمة (لنعلم) في آية سورة الكهف (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ﴿١٢﴾


الصفحة التالية
Icon