أما الآيات في سورة القلم (مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ و(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿٥١﴾)) فزيادة الباء (بمجنون) لأنه لم يزد الكافرون عما جاء في الآيات فناسب أول السورة ما جاء في آخرها. والباء تأتي لتوكيد النفي (بمجنون) واللام لتوكيد الإيجاب (لمجنون) فهو نفي مقابل للام التوكيد. واستخدام (إنّ) مع اللام (لمجنون) للتوكيد على ما قالوه عن الرسول - ﷺ -.
٢٤١- ما الفرق البياني بين (أخرّتني) في سورة المنافقون و(أخرتن) في سورة الإسراء؟
قال تعالى في سورة المنافقون (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾) أما في سورة الإسراء فقال تعالى (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً ﴿٦٢﴾)
إذا استعرضنا الآيات في سورة المنافقون وخاصة الآية التي سبقت الآية موضع السؤال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩﴾) نجد فيها عدة أمور نتوقف عندها:
١. نجد أن الله تعالى قدّم الأموال على الأولاد وعزاه إلى عدم الإنشغال بالأموال والأولاد عن ذكر الله وبيّن عاقبة من يفعل ذلك (أولئك هم الخاسرون).
٢. ثم قال تعالى :(لا تلهكم) ولم يقل (لا تشغلكم) لأن الإلهاء على العموم يستخدم في مقام الذمّ ثم إن الإلتهاء عن ذكر الله أولى من ذكر الشغل.


الصفحة التالية
Icon