١١. (من قبل أن يأتي أحدكم الموت) إستخدام فعل (يأتي) بدل (جاء) في الآية ومن الملاحظ أن فعل (جاء) لم يرد أبداً في القرآن كله بصيغة المضارع أما بالنسبة لفعل "أتى" فقد استعمل مضارعاً واستعملت كل مشتقاته (آتيكم، مأتيا). ثم إن تقديم المفعول به على الفاعل لأنه أهم وهو المأمور والمنهي وهو المحاسب وهو محور الخطاب والموت يأتي في كل لحظة.
١٢. استخدام الفاء في (فيقول) الفاء لها أكثر من سبب فهي تختلف عن أحرف العطف أولاً: لأنها تفيد السبب كأن نقول نزل المطر فنبت الزرع، ثانياً : تفيد الترتيب والتعقيب (أقبل محمد فخالد) مباشرة بعد محمد أقبل خالد وكما في قوله تعالى :(أماته فأقبره) مباشرة بلا مهلة بينهما أما (ثم) فتفيد التعقيب والتراخي (ثم إذا شاء أنشره) أي بعد وقت. والفاء في (فيقول) تدل على أن الموت هو السبب لهذا القول ينكشف للذي أتاه الموت من سوء المنقلب ما يدعوه ليقول (رب لولا أخرتني) أي بمجرد أن يموت وينكشف الغطاء يقول مباشرة (رب لولا أخرتني) فأفادت الفاء هنا الترتيب والتعقيب.
١٣. حذف يا النداء في قوله (رب لولا أخرتني) ولم يقل (يا رب لولا أخرتني) إشارة إلى أن هول ما يلاقيه الميّت حذف حرف النداء لأن الوقت لا يحتمل تضييعه بقول (يا) لذا قال (رب لولا أخرتني) فالحذف جاء للإنتهاء من الكلام بسرعة حتى لا يقع المكروه فالميّت يريد أن يخلص إلى مراده بسرعة.