ومن الأمثلة على العطف في القرآن قوله تعالى في سورة الروم (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨)) "حين تصبحون" معطوفة على "حين تمسون" ثم (الأرض) معطوفة على (السموات) ثم (عشياً وحين تُظهرون) معطوفة على الأول (حين تمسون). وكذلك في قوله تعالى في سورة غافر :(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧)) "يخرجكم" معطوفة على "خلقكم" وهي ليست معطوفة على "علقة" أو "تراب" أو "نطفة" ولا يمكن أن تكون معطوفة عليها. وكذلك ما جاء في آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)) "ولا نوم" معطوفة على "سِنة"، "وما في الأرض" معطوفة على "السموات"، "خلفهم" معطوفة على "ما بين أيديهم"، "الأرض" معطوفة على "السموات"، بينما "ولا يؤوده حفظهما" فمعطوفة على "لا تأخذه سِنة ولا نوم" في أول الآية. فبرغم وجود أنواع متعاطفات كثيرة ومختلفة نعطف "لا يؤوده حفظهما" على "لا تأخذه سِنة ولا نوم".
وفي كلام العرب نقول : بنيت الدور والإماء بمعنى اشتريت الإماء.
٢٧٨- ما الفرق بين (ما زال) و(لا زال) ؟


الصفحة التالية
Icon