، وقد كان بعضُ اللُّغويِّين منهم، كقطرب (ت: ٢٠٦)، والأخفش (ت: ٢١٥).
ولا شكَّ أنَّ معتقداتهم العقليَّة كان لها أثرٌ على تفسيرِهم، ولم يصلْ من كتبِهم التَّفسيريَّةِ في هذه الفترةِ سوى معاني القرآنِ للأخفشِ (ت: ٢١٥)، ونزعةُ الاعتزالِ واضحةٌ فيه.
الثاني- نَقَلَةُ التفسير:
وهم جملة من المحدِّثين وغيرِهم ممن لم يكن لهم إلاَّ النقل لتفسير من سبقهم، ولم يكن لهم فيه أيَّ رأي واجتهاد، ومنهم: عبدالرزاق الصنعاني (ت: ٢١١)، حيث تجده في كتاب التفسير يسنده في أغلبه إلى قتادة (ت: ١١٧) من طريق شيخه معمر بن راشد الصنعاني (ت: ١٥٤)، ولا تجد له أي نقد أو نقاشٍ لما يرويه، بل يكتفي بالإسناد إلى المفسرين، ويمكنُ أن يُطلقَ عليهم وعلى أمثالِهم ((مشاركون في التَّفسيرِ)).
ومع ذلك تجد أنَّ الذين كتبوا في طبقات المفسِّرين يَعُدُّون عبدالرزاق الصَّنعانيِّ (ت: ٢١١) من المفسرين، وهذا فيه تَسَمُّحٌ وتجوُّزٌ، وقد فعلوا هذا مع غيره فعدُّوهم في طبقاتِ المفسِّرين، كعبد بن حميد (ت: ٢٤٩)، وابن المنذر (ت: ٣١٩)، وعبدالرَّحمن بن أبي حاتم (ت: ٣٢٧)، وغيرهم من نَقَلَةِ التفسير الذين لم يتصدوا لترجيح الروايات ونقدها.
الثالث- المفسر الناقد:


الصفحة التالية
Icon