... ٢- قوله تعالى :﴿عن النبأ العظيم﴾ ؛ أي : يتساءلون عن الخبر العظيم الذي استطار أمره بينهم، وهو القرآن، ويحتمل أن يكون البعث(١).
... ٣- قوله تعالى :﴿الذي هم فيه مختلفون ﴾ ؛ أي : صاروا فيه فرقاً في حقيقة هذا النبأ وصحته(٢).
... ٤- ٥- قوله تعالى :﴿كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون ﴾ ؛ أي : ليس الأمر(٣) كما يزعم هؤلاء المختلفون في النبأ، وسيعلمون عاقبة اختلافهم فيه(٤)، وهذا وعيد للمختلفين في النبأ، وكرر الوعيد لتأكيده.
... ٦- عدد الله في هذه الآيات نعمة الكونية على الناس، والتي لو تفكر فيها هؤلاء الكفار، لما وقع منهم اختلاف في النبأ العظيم الذي جاءهم من عند الله، فقال تعالى :﴿ألم نجعل الأرض مهدا﴾، وهو استفهام على سبيل التقرير، معناه : أن الله جعل هذه الأرض البسيطة مهيئة للناس كالمهاد الذي يمتهدونه ويفترشونه.

(١)... يشهد لمن قال : القرآن، وهو مجاهد، أن الاختلاف وقع فيه بين كفار مكة، فوصفوه بأنه شعر، وكهانة، وكذب، وغيرها، وهو أعلم من القول الثاني ؛ لأن البعث جزء من أخبار القرآن الذي وقع فيه الاختلاف.
(٢)... يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى لم ينص على النبأ بعينه، وإنما اكتفى بذكر وصفه : بأنهم اختلفوا فيه، وهذا سبب في وقع الخلاف، ولك أن تقول : إن سبب الاختلاف التواطؤ، أو ذكر وصف لموصوف محذوف، وهذا من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى قولين، والله أعلم.
(٣)... كذا فسر الطبري لفظ "كلا"، وهو من أفضل التعبيرات عن معناها، وهي هنا بمعنى الرد ويعبر عنه بعض العلماء بالردع والزجر، وهي تكون كذلك إذا وقع قبلها باطل أو خطأ من كلام أو فعل، والله أعلم.
(٤)... عبر بعض المفسرين عن ذلك أنهم سيعلمون حقيقة النبأ، وذلك القول أعلم، لأنهم إذا علموا عاقبتهم فيه، فإنهم سيكونون قد علموا حقيقته لزوماً، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon