١٤- قوله تعالى :﴿وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا﴾ ؛ أي : أنزلنا من السحاب(١) مطراً غزيراً.
١٥- قوله تعالى :﴿لنخرج به حبا ونباتا﴾ أي : أنزلنا المطر من السحاب لأجل أن نخرج الحب، وهو شامل الجميع الحبوب ؛ كالقمح والشعير والأرز، وغيرهما، ونخرج النبات، وهو ما عدا الحبوب مما ينبت في الأرض ؛ كالنخيل والرمان والأعناب، وغيرها.
١٦- قوله تعالى ﴿وجنات ألفافا﴾(٢)

(١)... ورد هذا عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وعن أبي العالية، والضحاك، والربيع بن أنس، وسفيان. وفسرها مجاهد وعكرمة وقتادة ومقاتل وابن زيد بأنها الرياح، وعليه فقوله :"من" يكون بمعنى الباء ؛ أي : أنزلنا بالرياح، والصواب أنها السحاب، وعليه تبقى "من" على بابها، وهو أولى ؛ لأنه إذا تعرض ظاهر الآية احتمال التأويل، قدم الظاهر............. =
(٢)... ويبقى أنه يستفاد من تفسير هؤلاء صحة إطلاق المعصرات على الرياح من حيث اللغة، لوروده عنهم، وإن لم تحتمله الآية.
... وقد ورد عن الحسن وقتادة تفسير غريب، وهو أن المعصرات : السماء، وهذا إن حمل على التفسير على المعنى، كان له وجه، ويكون تفسيرهما على إرادة الجهة التي تأتي منها المعصرات، لا أنه تفسير مطابق لمعنى المعصرات ؛ كما جاء في قوله تعالى :﴿وأنزلنا من السماء ما طهورا﴾ [الفرقان : ٤٨]، والله أعلم.
... ويكون الاختلاف من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى. وسبب الاختلاف هنا المعصرات وصف لموصوف محذوف، وهو محتمل لأحد المعنيين المذكورين، ويترجح أحدهما بدلالة ظاهر الآية.
( )... في هذه الآيات (٦-١٦) أدلة على البعث، أنظر في تفصيلها : تتمة أضواء البيان، لمحمد عطية سالم.


الصفحة التالية
Icon