٢٦- قوله تعالى :﴿جزاء وفاقا﴾ ؛ أي ك ثواباً موافقاً لأعمالهم(١).
٢٧- قوله تعالى :﴿إنهم كانوا لا يرجون حسابا﴾ ؛ أي : إن هؤلاء الطاغين كانوا في الدنيا لا يخافون(٢) أن يجازيهم أحد على سوء أعمالهم، فوقعت منهم هذه الأعمال التي جوزوا عليها جزاء وفاقا.
٢٨- قوله تعالى :﴿وكذبوا بآياتنا كذابا﴾ ؛ أي : كذبوا تكذيباً شديداً، ولم يصدقوا بالقرآن وغيره من الآيات.
٢٩- قوله تعالى :﴿وكل شيء أحصيناه كتابا﴾ ؛ أي : ضبطنا وعددنا عليهم كل شيء عملوه، فكتبناه وحفظناه عليهم(٣).

(١)... كذا ورد عن السلف : ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر وسعيد، والربيع من طريق أبي جعفر، وابن زيد الذي جعل نظيرها قوله تعالى: ﴿ثم كان عاقبة الذين اسئوا السواى ﴾ [الروم : ١٠].
(٢)... عبر مجاهد وقتادة عن جملة " لا يرجون" بأنهم لا يخافون، وقد ورد عن أهل اللغة كذلك (تهذيب اللغة: ١١ : ١٨٢)، ويرد الإشكال في تفسير الرجاء الذي هو ترقب حصول أمر محبوب للنفس، بالخوف الذي هو ضد له. وتحرير ذلك : أن الرجاء بمعنى الخوف لا يأتي إلا منفيا ؛ أي : لا يرجون (انظر : معاني القرآن للفراء : ١ : ٢٨٦)، وإنما اشتمل الرجاء على معنى الخوف ؛ لأن الرجاء أمل قد يخاف ألم يتم (انظر : معاني القرآن، للزجاج : ٢ : ١٠٠).
(٣)... يظهر من السياق أن الحديث عن كتاب الأعمال الذي تسجله الملائكة على العباد ؛ لأن المقام –فيما يظهر- مقام محاسبة، وهم سيحاسبون على ما كتب عليهم، لا على عموم قدر الله سبحانه، ذلك أن بعض المفسرين جعل المحصى هنا كل قدر الله الذي في اللوح المحفوظ، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon