٣٩- قوله تعالى :﴿ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا﴾ ؛ أي : ذلك اليوم الذي يقوم فيه الروح والملائكة، هو اليوم الكائن الثابت الذي لا شك فيه، فمن أراد منكم أيها العباد النجاة في ذلك اليوم، فليتخذ من الأعمال الحسنة ما يكون لا سبيلاً ومرجعاً يرجع به إلى الله سبحانه(١).
٤٠- قول تعالى :﴿إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا﴾ ؛ أي : إنا حذرناكم أيها لعباد(٢) عذاباً قد دنا منكم وقرب، وذلك كائن يوم ينظر المرء منكم إلى أعماله التي قدم بها إلى الله، ويوم يتمنى الذي لم يؤمن بربه وكفر به أن لو جعل تراباً، كما يصير للبهائم في ذلك اليوم(٣)، والله أعلم.
سورة النازعات
آياتها : ٤٦.
سورة النازعات

بسم الله الرحمن الرحيم

(١)... ورد عن قتادة عن طريق معمر :﴿مئابا﴾ سبيلاً. وهذا تفسير بالمعنى ؛ لا، المآب : المرجع، والسبيل : الطريق إلى ذهاب المآب، فلا وصول إلى هذا المرجع إلا بسلوك السبيل، وهو الأعمال الصالحة، ففسر قتادة بلازم اللفظ، لا بمطابقه، والله أعلم.
(٢)... قال الحسن البصري في ﴿المرء﴾ : المرء المؤمن. وكأنه لما ذكر الكافر بعده، جعل ذلك مقابلا له، ولو فسر المرء بعمومه فشمل الكافر والمؤمن، لكان صواباً، والله أعلم.
(٣)... وردت آثار في ذلك عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وأبي الزناد، وقد أورد الطبري في ذلك حديثاً، عن النبي ﷺ أسنده أبو هريرة، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon