... ٧- قوله تعالى ﴿وما عليك ألا يزكى﴾ ؛ أي : أي شيء سيلحقك إذا لم يسلم هذا الكافر؟(١).
... ٨-١٠- قوله تعالى :﴿وأما من جاء يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى﴾ ؛ أي : أما هذا الأعمى الذي أتى حيث الخطي إليك بنفسه، وقد وفر في قلبه الخوف من الله، فأنت تنشغل عنه بهذا الكافر المظنون إسلامه.
... ١١- قوله تعالى :﴿كلا إنها تذكرة﴾ ؛ أي : ما الأمر كما فعلت يا محمد عليه الصلاة والسلام – من أن تعبس في وجه من جاء يسعى. إن هذه الآيات موعظة وتذكرة لمن أراد أن يتذكر.
... ١٢- قوله تعالى :﴿فمن شاء ذكره﴾ ؛ أي : فمن أراد من عباد الله – صادقاً في إرادته- أن يتعظ بالقرآن وآياته حصل له الاتعاظ(٢).
... ١٣- قوله تعالى :﴿في صحف مكرمة﴾ ؛ أي : هذا القرآن مكتوب في صحف الملائكة، وهي صحف شريفة رفيعة القدر(٣)

(١)... يذكر بعض المفسرين في "ما" احتمالاً آخر، وهو أن تكون نافية، ويكون المعنى، لا شيء عليك إذا لم يسلم هذا الكافر، والأول أنسب لسياق العتاب، والله أعلم.
... وفي كلا الاحتمالين إشارة لمهمة النبي ﷺ، وهي أن عليه البلاغ، أما الهداية فمن الله، كما قال تعالى :﴿ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء﴾ [البقرة : ٢٧٢]، وقال :﴿وما على الرسول إلا البلاغ المبين﴾ [النور : ٥٤].
(٢)... أعاد بعض المفسرين الضمير في "ذكره" إلى الله، والمعنى : فمن شاء من العباد ذكر الله. غير أن سياق الآيات يدل على الأول ؛ لأن الحديث عن القرآن قبل هذه الآية وبعدها، والله أعلم.
(٣)... وقع خلاف في المراد بالصحف، وهو مبني على الاختلاف في المراد بالسفرة، على قولين :
... الأول : أن السفرة الملائكة، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، وابن زيد، ونسبه ابن كثير إلى مجاهد والضحاك.
... الثاني : أن السفرة القراء، قاله قتادة من طريق سعيد، وذكر ابن كثير عن وهب بن منبه، قال : هم أصحاب محمد ﷺ.
... والقول الأول أرجح ؛ لدلالة قوله ﷺ :"الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة..." فوصفهم بما ورد في هذه الآيات، وحمله عليه أولى، ثم إن وصف المؤمنين في القرآن جاء على صيغة "الأبرار"، لا البررة، مما يشعر أن المعني بهذا الوصف الملائكة.


الصفحة التالية
Icon