... ٦- قوله تعالى :﴿وإذا البحار سجرت﴾ ؛ أي : وإذا هذه البحار امتلأت بالماء، ففاضت به، ثم أوقدت، فذهب ما فيها من الماء(١).
... ٧- قوله تعالى(٢)
(١)... قرئ حرف "سجرت" بتخفيف الجيم وتشديدها، وفي التشديد مبالغة في السجر، وكلا القراءتين جاءت على صيغة المفعول للاهتمام بالحدث.
... وقد اختلف السلف في تفسير التسجير في هذه الآية على أقوال :
... الأول : أشعلت وأوقدت، وهذا قول أبي بن كعب من طريق أبي العالية، وابن عباس من طريق شيخ من بجيلة، وابن زيد، وشمر بن عطية، وسفيان الثوري من طريق ابن مهران، ومن طريق سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :"قال علي رضي الله عنه لرجل من اليهود : أين =
(٢)... جهنم ؟ فقال : في البحر، فقال : ما أراه إلا صادقاً ﴿والبحر المسجور﴾ [الطور : ٦]، ﴿وإذا البحار سجرت﴾ [التكوير : ٦] مخففة ".
... الثاني : فاضت، وهو قول الربيع بن خثيم، وقال الكلبي : ملئت، وجعلها نظير قوله تعالى:﴿والبحر المسجور﴾ [الطور : ٦].
... الثالث : فجرت، وهو قول الضحاك من طريق عبيد، وكأنه جعلها نظير قوله تعالى :﴿وإذا البحار فجرت﴾ [الانفطار : ٣].
... الرابع : ذهب ماؤها، وهو قول قتادة من طريق معمر وسعيد، وقال الحسن من طريق أبي رجاء وسليمان بن المعتمر : يبست.
... قال أبو جعفر الطبري :"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال : معنى ذلك : ملئت حتى فاضت، فانجرت وسالت، كما وصفها الله به في الموضع الآخر، فقال :﴿وإذا البحار فجرت﴾ [الانفطار : ٣]، والعرب تقول للركي المملوء : ماء سجور، ومنه قول لبيد :
...... فتوسطا عرض السري وصدعا... مسجورة متجاوراً قلامها
... ويعني بالمسجور : المملوء ماء ".
... والسجر في لغة العرب يطلق على معان ثلاثة مما ذكر في التفسير، وهي : امتلاء، والإيقاد، واليبس، ومن ثم فإن الآية تحتمل هذه المعاني الثلاثة التي ذكرها السلف ويمكن الجمع بينها على أن هذه من المراحل التي تمر بها البحار في ذلك الزمان، فعبر بلفظ يدل على هذه المراحل جميعها، والله أعلم.
... وإذا صرح ذلك، فإن الأمر يكون بأن تنفجر البحار ويفيض بعضها على بعض، حتى تصير بحراً واحداً ممتلئاً، ثم توقد بالنار – التي ورد في بعض الآثار أنها تحت البحر – ثم تيبس ويذهب ماؤها، والله أعلم.
... ويظهر أن سبب الاختلاف هنا : الاشتراك اللغوي في لفظ "سجرت"، وهو من قبيل اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من قول، كما يلاحظ أن بين قولي الامتلاء واليبس تضاداً، ولكن جاز حمل الآية عليهما لاختلاف الحال والوقت الذي يكون فيه هذان المعنيان، والله أعلم.
( )... هذه الآية وما بعدها تكون بعد البعث كما ذكر أبي بن كعب، وهذا ظاهر من أمر هذه الآيات الست القادمة، والله أعلم.
... وقد اختلف السلف في تفسير التسجير في هذه الآية على أقوال :
... الأول : أشعلت وأوقدت، وهذا قول أبي بن كعب من طريق أبي العالية، وابن عباس من طريق شيخ من بجيلة، وابن زيد، وشمر بن عطية، وسفيان الثوري من طريق ابن مهران، ومن طريق سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :"قال علي رضي الله عنه لرجل من اليهود : أين =
(٢)... جهنم ؟ فقال : في البحر، فقال : ما أراه إلا صادقاً ﴿والبحر المسجور﴾ [الطور : ٦]، ﴿وإذا البحار سجرت﴾ [التكوير : ٦] مخففة ".
... الثاني : فاضت، وهو قول الربيع بن خثيم، وقال الكلبي : ملئت، وجعلها نظير قوله تعالى:﴿والبحر المسجور﴾ [الطور : ٦].
... الثالث : فجرت، وهو قول الضحاك من طريق عبيد، وكأنه جعلها نظير قوله تعالى :﴿وإذا البحار فجرت﴾ [الانفطار : ٣].
... الرابع : ذهب ماؤها، وهو قول قتادة من طريق معمر وسعيد، وقال الحسن من طريق أبي رجاء وسليمان بن المعتمر : يبست.
... قال أبو جعفر الطبري :"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال : معنى ذلك : ملئت حتى فاضت، فانجرت وسالت، كما وصفها الله به في الموضع الآخر، فقال :﴿وإذا البحار فجرت﴾ [الانفطار : ٣]، والعرب تقول للركي المملوء : ماء سجور، ومنه قول لبيد :
...... فتوسطا عرض السري وصدعا... مسجورة متجاوراً قلامها
... ويعني بالمسجور : المملوء ماء ".
... والسجر في لغة العرب يطلق على معان ثلاثة مما ذكر في التفسير، وهي : امتلاء، والإيقاد، واليبس، ومن ثم فإن الآية تحتمل هذه المعاني الثلاثة التي ذكرها السلف ويمكن الجمع بينها على أن هذه من المراحل التي تمر بها البحار في ذلك الزمان، فعبر بلفظ يدل على هذه المراحل جميعها، والله أعلم.
... وإذا صرح ذلك، فإن الأمر يكون بأن تنفجر البحار ويفيض بعضها على بعض، حتى تصير بحراً واحداً ممتلئاً، ثم توقد بالنار – التي ورد في بعض الآثار أنها تحت البحر – ثم تيبس ويذهب ماؤها، والله أعلم.
... ويظهر أن سبب الاختلاف هنا : الاشتراك اللغوي في لفظ "سجرت"، وهو من قبيل اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من قول، كما يلاحظ أن بين قولي الامتلاء واليبس تضاداً، ولكن جاز حمل الآية عليهما لاختلاف الحال والوقت الذي يكون فيه هذان المعنيان، والله أعلم.
( )... هذه الآية وما بعدها تكون بعد البعث كما ذكر أبي بن كعب، وهذا ظاهر من أمر هذه الآيات الست القادمة، والله أعلم.