: ﴿وإذا النفوس زوجت﴾ ؛ أي : إذا الأشخاص الذين يعملون أعمالاً متشابهة، يقرن بينهم، فيقرن الكافر مع الكافر، والمؤمن مع المؤمن، واليهودي مع اليهودي، والنصراني مع النصراني، وهكذا(١).
... ٨-٩- قوله تعالى :﴿وإذا الموءدة سئلت * بأي ذنب قتلت﴾ ؛ أي : وإذا سأل الله البنت المدفونة وهي على قيد الحياة : ما الجريمة التي فعلتيها حتى يدفنك أهلك، فيقتلونك بهذا الدفن(٢)؟، وهذا فيه تبكيت لقاتلها، وتهويل للموقف الذي يسأل فيه المجني عليه، فما ظنك بما يلاقيه الجاني لهذا الجناية البشعة ؟.

(١)... اختلف السلف في تفسير الآية على قولين :
... الأول : الحق كل إنسان بشكله، وقرن بين الضرباء والأمثال، وهذا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال : هما الرجلان يعملان العمل، فيدخلان به الجنة، وقال :﴿احسروا الذين ظلموا =
(٢)... وازوجهم﴾
[الصفات : ٢٢] قال : ضرباءهم. وقال ابن عباس من طريق العوفي : ذلك حين يكون الناس أزواجاً ثلاثة، وهو قول الحسن من طريق عوف، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد، والربيع بن خثيم.
... الثاني : ردت الأرواح إلى الأجساد، فجعلت لها زوجاً، وهو قول عكرمة من طريق أبي عمرو، والشعبي من طريق داود.
... والقول الأول هو الراجح، قال الطبري :"وأولى التأويلين في ذلك بالصحة، الذي تأوله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعلة التي اعتل بها، وذلك قوله تعالى ذكره :﴿وكنتم أزواجا ثلاثة﴾ [الواقعة : ٧]، وقوله :﴿احشروا الذين ظلموا وأزواجهم﴾ [الصافات : ٢٢]، وذلك ولاشك – الأمثال والأشكال في الخير والشر، وكذلك قوله :﴿وإذا النفوس زوجت﴾ [التكوير : ٧] بالقرناء والأمثال في الخير والشر ".
( )... لا يخفى عليك أيها القارئ ما تقوم به الحضارة المعاصرة من الوأد، وذلك ما يسمى بالإجهاض.


الصفحة التالية
Icon