... ٢٠- قوله تعالى :﴿ذي قوة عند ذي العرش(١) مكين﴾ ؛ أي : جبريل صاحب قوة عظيمة، وهو ذو مكانة ومنزلة عند الله سبحانه، ولذا خصه بوحيه، فهو أمين السماء.
... ٢١- قوله تعالى :﴿مطاع ثم أمين﴾ ؛ أي : جبريل المؤتمن على الوحي، الذي لا يخون، يطيعه أهل السموات.
... ٢٢- قوله تعالى :﴿وما صاحبكم بمجنون﴾ ؛ أي : وما محمد الذي لازمكم أكثر من أربعين عاماً، فلا تخفى عليكم دقائق أحواله، ما هو بمخبول ولا بممسوس من الجن كما تزعمون.
... ٢٣- قوله تعالى :﴿ولقد رءاه بالأفق المبين﴾ ؛ أي ك أقسم أن محمداً رأى جبريل على صورته الملكية في أفق السماء الواضح، مكان طلوع الشمس أو غروبها، ولم يكن ذلك رئياً من الجن كما تزعمون.
... ٢٤- قوله تعالى :﴿وما هو على الغيب بضنين﴾ ؛ أي : ليس محمد ﷺ ببخيل عليكم(٢) فيما بلغه من الوحي، فيكتمه عنكم، أو يأخذ عليه أجراً كما يأخذه الكاهن الذي يأتيه من الجن(٣).

(١)... العرش من المخلوقات العلوية الغيبية التي أطلعنا الله على بعض أوصافها، ومنها : أنه سرير ذو قوائم، وهو أعلى المخلوقات، وأوسعها، وأن الملائكة تحمله، وعليه استوى الرحمن ؛ كما قال تعالى :﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [طه : ٥].
(٢)... ورد تفسير هذه القراءة عن زر بن حبيش من طريق عاصم، وإبراهيم النخعي من طريق مغيرة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد، وابن زيد، وسفيان الثوري من طريق مهرن.
(٣)... قرئ :"بظنين" ؛ أي : متهم، والمعنى : ما محمد ﷺ بكاذب فيما يبلغكم من الوحي، وقد ورد تفسير هذه القراءة عن ابن عباس من طريق الضحاك والعوفي، وزر بن حبيش من طريق عاصم، وسعيد بن جبير من طريق أبي المعلى، وإبراهيم النخعي من طريق مغيرة، والضحاك من طريق عبيد.


الصفحة التالية
Icon