... ٢٥- قوله تعالى :﴿وما هو بقول شيطان رجيم﴾ ؛ أي : ليس القرآن من كلام الشيطان الملعون المطرود، ولكنه كلام الله ووحيه.
... ٢٦- قوله تعالى :﴿فأين تذهبون﴾ ؛ أي : ما هو المسلك الذي ستسلكونه بعد هذا البيان والإيضاح عن صدق القرآن ؟
... ٢٧- قوله تعالى :﴿إن هو لا ذكر للعالمين﴾ ؛ أي : ما هذا القرآن الذي ذكرت لكم أحواله إلا موعظة لكم أيها المكلفون من الإنس والجن.
... ٢٨- قول تعالى :﴿لمن شاء منكم أن يستقيم﴾ ؛ أي : هذا القرآن موعظة لمن صدق في توجهه إلى الله، وأراد أن يكون مسلماً لله، مستقيماً على دينه، وفي هذا دلالة على أن العبد قد يحجب نفسه عن الهداية ؛ كما قال تعالى :﴿وقد خاب من دساتها﴾ [الشمس : ١٠].
... ٢٩- قوله تعالى :﴿وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾ ؛ أي : ولا تقع منكم إرادة كائنة ما كانت، إلا بعد أن يأذن الله بوقوعها ؛ لأنه رب جميع العوالم، فلا يقع في ملكه إلا ما يشاء(١).
سورة الانفطار
آياتها : ١٩
سورة الانفطار

بسم الله الرحمن الرحيم

(١)... هاتان الآيتان ورد فيهما إثبات مشيئة العبد ومشيئة الرب، والمراد أن مشيئة العبد ليست نافذة على كل حال، بل هي مقيدة بإذن الرب لها بالنفاذ، وفي هذا رد على الجبرية الذين يرون أنه لا فعل لهم البتة، بل كل فعل يفعلونه هم مجبولون عليه ليس لهم فيه اختيار، وهذا مخالف للواقع ؛ لأنك ترى من نفسك اختياراً وتصرفاً، ولكن وقوع هذا الاختيار بمشيئة الله تعالى.
... كما أن في الآية الثانية رداً على الذين يزعمون أن لعبد قادر على خلق فعله، وهم المعتزلة ؛ لأن الله أثبت أن فعل العبد لا يقع إلا بعد مشيئة الله، ولو كان ما قولوه صحيحاً لما لزم ورود مشيئة الله هنا، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon