إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت * وإذا الحبار فجرت * وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت * يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك * كلا بل تكذبون بالدين * وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون * إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله.
سورة الانفطار
... ١- قوله تعالى : وإذا السماء انفطرت} ؛ أي : إذا انشقت السماء، كما قال تعالى:﴿إذا السماء انشقت﴾ [الانشقاق : ١]، وغيرها.
... ٢- قوله تعالى :﴿وإذا الكواكب انتثرت﴾ ؛ أي وإذا كواكب السماء، وهي نجومها، تساقطت وتفرقت(١).
... ٣- قوله تعالى :﴿وإذا البحار فجرت﴾ ؛ أي : وإذا هذه البحار العظيمة قد فتح بعضها على بعض فصارت بحراً واحداً ممتلئا(٢)

(١)... جاء فعل "انفطرت" و "انتثرت" ماضيان مبنيان للفاعل، والحدث في المستقبل، للدلالة على تحقق الوقوع، كما جاءا على صيغة المطاوعة ؛ أي : فطرته فانفطر، ونثرته فانتثر، وفيه دلالة على إيجاد هذا الحدث فيهما ومطاوعتهما وإجابتهما لهذا المطلوب منهما، فكأنه بقوة صيغة المفعول ؛ أي : الذي فعل به بغير أردته فاستجاب لذلك، والله أعلم.
(٢)... فسر السلف لتفجير بهذا المذكور، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وقتادة من طريق سعيد، والحسن من طريق معمر، والكلبي من طريق معمر.
... والتفجير : فتح بعضها على بعض، وزاد الحسن في تفسيره :"فذهب ماؤها"، وهي تحتمل أنه ذهب من مكانه إلى غيره، وهذا واضح، ويحتمل أنه أراد ذهب الماء بالكلية، وهذا المعنى لا تعطيه اللفظة من مدلولها، ولو كان مراده هذا فإنه يمكن أن يقبل على باب التوسع في التفسير ؛ لأن هذه الحالة التي ذكرها ستصير للبحار، على ما مر في تفسير التسجير، فيقبل هنا من باب التجوز، وتفسير الكلبي بأنها "ملئت" تفسير باللازم ؛ أي : من لازم فتح بعضها على بعض أن تمتلئ. والله أعلم.
... ومما ينبغي الإشارة إليه هنا : أن الكلبي هنا يفسر وليس راوياً، فلا يقال : لا يقبل تفسيره، لأنه كذاب، وفعليك أن تفرق بين رأيه إذ هو محتمل مقبول من التفسير، وبين روايته التي فيها التضعيف وعدم القبول.


الصفحة التالية
Icon