، ولتعظيم أمر هذا الكتاب استفهم عن موضع كتابهم على طريق القرآن في الاستفهام، فقال : وما أعلمك ما عليون ؟، ثم بين أن كتابهم قد فرغ منه، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه، ولا يزول رقمه كما لا يزول الخيط الذي على الثوب، والله أعلم.
٢١- قوله تعالى :﴿يشهده المقربون﴾ ؛ أي : يحضر كتاب هؤلاء الأبرار مقربو كل سماء(١).

(١)... ويجمع هذه الأقوال أن هذا الكتاب في السماء السابعة، لأن المذكورات المحددة ٠سدرة المنتهى وغيرها- في السماء السابعة، وليس هناك خبر قاطع بهذه التحديدات.
... قال الطبري :"... فبين أن قوله :﴿لفي عليين﴾ معناه : في علو وارتفاع، في سماء فوق سماء، وعلو فوق علو. وجائز أن يكون ذلك إلى السماء السابعة، وإلى سدرة المنتهى، وإلى قائمة العرش اليمنى، ولا خبر يقطع العذر بأنه معني به بعض دون بعض.
... والصواب أن يقال في ذلك كما قال الله جل ثناؤه : إن كتاب أعمال الأبرار لفي ارتفاع إلى حد قدم علم الله جل وعز منتهاه، ولا علم عندنا بغايته، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ".
... ويشهد لذا أنه قد ورد في بعض طرق حديث البراء بن عازب :"اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة"، والله أعلم.
( )... يمكن أن يكون تفسير هذا ما ورد في حديث البراء بن غارب في صعود روح العبد المؤمن، قال :"ثم يشيعه مقربو كل سماء"، وقد ورد ذلك عن ابن عباس من طريق العوفي، وقتادة من طريق سعيد، والضحاك من طريق عبيد، وابن زيد، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon