... ٣-٥- قوله تعالى :﴿وإذا الأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت * وأذنت لربها وحقت﴾ ؛ أي : وإذا الأرض بسطت يوم القيامة(١)، فزيد في سعتها(٢)، وأخرجت ما في بطنها من الموتى وغيرهم(٣)، وسمعت وأطاعت أمر ربها في مدها وإخراج ما في بطنها، وحق لها أن تطيع، فهي لا تعصي أمره(٤).

(١)... بين مجاهد في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح أن هذا كائن يوم القيامة.
(٢)... أورد الطبري عن علي بن الحسين، أن النبي ﷺ قال :"إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض، حتى لا يكون لبشر إلا موضع قدميه، فأكون أول من يدعى، وجبريل عن يمين الرحمن، والله ما رآه قبلها، فأقول : يا رب، إن هذا أخبرن أنك أرسلته إلي، فيقول : صدق، ثم أشفع فأقول : يا رب، عبدك عبدوك في أطراف الأرض، قال : وهو المقام المحمود". وهذا حديث مرسل، وقد ورد في بعض طرقه : حدثني بعض أهل العلم، فإن كن هذا المحدث صحابياً، فالحديث صحيح، ورجاله ثقات، والله أعلم.
(٣)... قال قتادة من طريق سعيد : ألفت أثقالها وما فيها، وعن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح : أخرجت ما فيها من الموتى. ويظهر أن هذا مثال لما تخرجه من بطنها، ولذا ورد عن ابن عباس : ألقت سواري الذهب. (الدر المنثور، عن ابن المنذر)، والنص عام، وليس ما يدل على التخصيص، ولذا يحمل ما ورد عنهم أنه تفسير بالمثال، وتفسير قتادة على العموم، والله أعلم.
(٤)... جواب قوله تعالى :﴿إذا السماء انشقت﴾ محذوف، ترك استغناء بمعرفة المخاطبين به بمعناه، وتقديره: رأى الإنسان ما قدم من خير أو شر، وقد بين ذلك قوله تعالى :﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فلاقيه﴾. (انظر تفسير الطبري).


الصفحة التالية
Icon