... ٦- قوله تعالى :﴿يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه﴾ ؛ أي : إنك تعمل عملاً تلقى الله به، خيراً كان أم شراً(١).
... ٧-٩- قوله تعالى :﴿فأما من أوتى كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حساباً يسيراً * وينقلب إلى أهله مسروراً﴾ : هذا تفصيل لأهل الكدح، فمن أعطي صحيفة أعماله بيده اليمنى، فإن الله يعرض عليه ذنوبه ولا يدقق عليه، فلا يحاسبه بها، بل يسهل أمره، ويتجاوز عنه(٢)، ثم ينصرف بعد هذا الحساب اليسير إلى أهله في الجنة(٣)، وهو فرح بما أعطي.

(١)... أورد بعض المفسرين في الضمير في "فملاقيه" احتمالين في عودة إلى الظاهر قبله، فقيل : ملاق ربك، وقيل : ملاق عملك، وهما متلازمان ؛ لأنه سيلاقي ربه بعمله، كما فسر ابن عباس من طريق العوفي، وهذا من اختلاف التنوع الذي تحتمله الآية، وهو يرجع أكثر من معنى، غير أنهما متلازمان، والله أعلم.
(٢)... روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها، قالت : قال ﷺ :"من نوقض الحساب عذب"، قالت : فقلت : أليس قال الله :﴿فسوف يحاسب حساباً يسيراً﴾ ؟، قال: "ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة فقد عذاب".
... وهذا تفسير نبوي صريح لمعنى هذه الآية.
(٣)... قال قتادة من طريق سعيد : إلى أهل أعدهم الله له في الجنة.


الصفحة التالية
Icon