... ١٠-١٢- قوله تعالى :﴿وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلي سعيراً﴾ : هذا الفريق الثاني من أهل الكدح، وهم من يُعطي صحيفة أعماله السيئة بيده الشمال من وراء ظهره(١)، فأولئك ينادون بالهلاك على أنفسهم(٢)، ويدخلون نار جهنم التي أوقدت مرة بعد مرة، فتشويهم وتحرقهم بحرها(٣).

(١)... قال الإمام الطبري :"وما من أعطى كتابه منكم أيها الناس يومئذ وراء ظهره، وذلك بأن جعل يديه اليمنى إلى عنقه، وجعل الشمال من يديه وراء ظهره، فيتناول كتابه بشماله من وراء ظهره، ولذلك وصفهم – جل ثناؤه – أحياناً أنهم يؤتون كتبهم بشمائلهم، وأحياناً أنهم يؤتونها من وراء ظهورهم".
(٢)... قال الضحاك من طريق عبيد المكتب :"يدعو بالهلاك".
(٣)... فيقوله :﴿يصلى﴾ قراءتان، الأولى : بتخفيف اللام، والثانية بتشديدها، وفائدة التشديد كما قال الطبري :"أن الله يصليهم تصلية بعد تصلية، وإنضاجة بعد إنضاجة..."، وهذا يعني أن صيغة "فعل" تدل على تكرر الحدث وتكثيره. أما قراءة التخفيف، فتدل على أنهم يدخلونها ويردونها فقط، دون معنى التكرار، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon