٤-٥- قوله تعالى :﴿قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود﴾ : أصحاب الأخدود(١) هم الذين أمروا بحفر الشقوق الكبيرة في الأرض، وملئها بالنار، وإلقاء المؤمنين بها، والمعنى : ليحصل القتل لهؤلاء الكافرين الذين عذبوا المؤمنين بإلقائهم في النار التي تشعل بالحطب وغيره مما توقد به النار.
٦- قوله تعالى :﴿إذ هم عليها قعود﴾ ؛ أي : إذ هؤلاء الكفار قعود حول النار، وهم متمكنون منها، يلقون فيها من شاءوا من المؤمنين.
٧- قوله تعالى :﴿وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود﴾ ؛ أي : وهؤلاء الكفار يشهدون على أنفسهم بما فعلوه بالمؤمنين، بعد أن حضروا تعذيبهم.
٨-٩- قوله تعالى :﴿وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد* الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد﴾ ؛ أي : ما أنكر هؤلاء الكفار على المؤمنين إلا إيمانهم بالله القوي الذي لا يقهر، والمحمود الذي يكثر منه فعل ما يحمده عليه خلقه. والذي له كل ما في السموات والأرض ملكاً وحكماً، وهو مطلع على كل شيء لا تخفى عليه منهم خافية، وهو مطلع على فعله هؤلاء الكفار بأوليائه.

(١)... ورد خلاف بين السلف في تحديد أصحاب الأخدود ومكانهم، وقد ورد في صحيح مسلم عن رسول الله ﷺ ذكر أصحاب الأخدود الذين في اليمن، ولكن الرسول ﷺ لم يشر في هذه القصة التي يذكرها للصابة إلى هذه الآيات، ولذا يقال، إن كل ما ذكر من أصحاب الأخاديد فإنه داخل في حكم هذه الآية، وبالأخص القوم الذين ذكر الرسول ﷺ قصتهم، وهذا يكون من التفسير بالسنة ؛ لأن المفسر استفادة من هذه القصة المطابقة لخبر الآية ففسر بها، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon