١٠- قوله تعالى :﴿إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق﴾ ؛ أي : إن الذين عذبوا المؤمنين بالنار(١) – من الكفار أو غيرهم ممن اتصف بعداء أولياء الله(٢)

(١)... ورد التفسير بذلك عن ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد م طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد، والضحاك من طريق عبيد، وابن أبزى من طريق جعفر.
(٢)... يقول ابن القيم :"وهذا شأن أعداء الله دائماً ينقمون على أولياء الله ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله؛ كما قال تعالى ﴿وقل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون﴾ [المائدة : ٥٩]، وكذلك اللوطية نقموا من عبا الله تنزيههم عن مثل فعلهم، فقالوا :﴿أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ [الأعراف : ٨٢]، وكذلك أهل الإشراك ينقمون من الموحدين تجريدهم التوحيد، وإخلاص الدعوة والعبودية لله وحده، وكذلك أهل البدع ينقمون من أهل السنة تجريد متابعتها، وترك ما خالفها، وكذلك المعطلة ينقمون من أهل الإثبات إثبات لله صفات كماله ونعوت جلاله.
... وكذلك الرافضة ينقمون على أهل السنة محبتهم للصحابة جميعهم، وترضيهم عنهم، وولايتهم إياهم، وتقديم من قدمه رسول لله ﷺ منهم، وتنزيلهم منازلهم التي أنزلهم الله ورسوله بها. وكذلك أهل الرأي المحدث ينقمون على أهل الحديث وحزب الرسول أخذهم بحديثه وتركهم ما خالفه، وكل هؤلاء لهم نصيب وبهم شبه من أصحاب الأخدود، وبينهم وبينهم نسب قريب أو بعيد". "التبيان في أقسام القرآن : ٥٩).


الصفحة التالية
Icon