، وإنه الذي ستر الذنب فلا يعاقب به، ويحب أولياءه ويحبونه(١).
١٥- قوله تعالى :﴿ذو العرش المجيد﴾ ؛ أي : الله الكريم(٢) الذي له صفات الكمال هو صاحب العرش الذي وسع السموات والأرض(٣).
١٦- قوله تعالى :﴿فعال لما يريد﴾ ؛ أي : من كمال هذا الرب المجيد أنه يفعل ما يشاء، متى شاء، وكيف شاء، ولا يرده أحد عن شيء ولا يحده، فمتى شاء ضحك، ومتى شاء سخط، ومتى شاء أحيا، ومتى شاء أمات، وهكذا غيرها من أفعاله.

(١)... فسر ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة بأنه الحبيب، وسره ابن زيد بأنه الرحيم، والرحمة من لازم المحبة.
... قال ابن القيم :"... الودد : المتودد إلى عباده بنعمه، الذي يود من تاب إليه وأقبل عليه. وهو الودود أيضاً ؛ أي : المحبوب، قال البخاري في صحيحه :"الودود : الحبيب".
... والتحقيق أن اللفظ يدل على الأمرين، على كونه واداً لأوليائه، ومودوداً لهم، فأحدهما بالوضع، والآخر باللزوم. فهو الحبيب المحب لأوليائه يحبهم ويحبونه، وقال شعيب :﴿إني ربي رحيم ودود﴾ [هود : ٩]، وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور ؛ فإن الرجل قد يغر لمن أساء إليه ولا يحبه، وكذلك قد يرحم من لا يحب، والرب تعالى يعفر لعبده إذا تاب إليه، ويرحمه ويحبه مع ذلك؛ فإنه يحب التوابين، وإذا تاب إليه عبده أحبه، ولو كان منه ما كان". (التبيان في أقسام القرآن : ٥٩-٦٠).
(٢)... فسر ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : المجيد بالكريم.
(٣)... سبق تفسير العرش، وقد ورد في المجيد قراءتان : الأولى برفع المجيد، وتكون من صفة الله سبحانه، والثانية بخفض المجيد، وتكون من صفة العرش ؛ أي : العرش المجيد الذي صار شريفاً ورفيعاً بعلوه على المخلوقات، وكونه هو الذي اختص باستواء الرحمن عليه من بين المخلوقات، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon