١٧-١٨- قوله تعالى :﴿هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود﴾ : هذا مثال لأم وقع عليها بطش الله، والمعنى : قد أتاك فيما أنزل عليك خبر الجموع الكافرة المتجندة لحرب أولياء الله، وهم فرعون وقومه الذين كذبوا موسى عليه السلام، وقوم ثمود الذين كذبوا صالحاً عليه السلام، وهم قد كفروا برسلهم عن علم، فكان كفرهم كفر جحود.
١٩-٢٠- قوله تعالى :﴿بل الذين كفروا في تكذيب * والله من وراءهم محيط﴾ ؛ أي : لكن الذين كفروا من قومك ينسبونك إلى الكذب ولا يصدقونك فيما تخبر به من الوحي، والله المطلع عليهم متمكن منهم، فهم لا يفلتون منه، ولا يعجزونه، ولا مكان لهم يؤويهم من عذابه.
٢١-٢٢- قوله تعالى :﴿بل هو قرءان مجيد * في لوح محفوظ﴾ ؛ أي : لكن هذا الوحي الذي يكذبون به كلام متلو باللسان، وهو كلام كريم شريف(١) ؛ لأنه كلام رب العالمين، وهو محفوظ مصون في اللوح المحفوظ، محفوظ من كل ما يشينه وينقصه(٢)، فلا تصل إليه يد التخريب(٣)، والله أعلم.
سورة الطارق
آياتها : ١٧
سورة الطارق

بسم الله الرحمن الرحيم

(١)... ورد عن قتادة من طريق سعيد، وسعيد بن جبير من طريق جعفر :"مجيد : كريم".
(٢)... قال مجاهد من طريق منصور :"في لوح : أم الكتاب"، وقال قتادة من طريق سعيد :"محفوظ عند الله"، ورد عن أنس بن مالك أن اللوح المحفوظ المذكور هنا محفوظ في جبهة إسرافيل، والله أعلم بصحة ذلك.
(٣)... ورد في "محفوظ" قراءتان : الأولى بالرفع، وتكون صفة للقرآن، والثانية بالخفض، وتكون صفة للوح، ومؤدي القراءتين : أن القرآن محفوظ في اللوح المحفوظ، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon