... ١١-١٤- قوله تعالى :﴿والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع * إنه لقول فصل * وما هو بالهزل﴾ : يقسم ربنا بالسماء التي يرجع منها المطر مرة بعد مرة(١)

(١)... عبيد ومقاتل بن حيان.
... الثاني : أنه يعود على لماء، وفيه تأويلات : الأول : إنه على رد الماء في الصلب لقادر، وهو قول عكرمة من طريق أبي رجاء. الثاني : إنه على رجعه في الإحليل لقادر، وهو قول مجاهد من طريق ليث وعبد الله بن أبي بكر وابن أبي نجيح. الثالث : إنه على رد الماء وحبسه فلا يخرج لقادر، وهو قول ابن زيد.
... والقول الأول هو الراجح، قال الطبري :"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال : معنى ذلك : إن الله على رد الإنسان المخلوق من ماء دافق من بعد مماته حياً، كهيئته قبل مماته، لقادر. وإنما قلت : هذا أولى الأقوال في ذلك بالصواب ؛ لقوله :﴿يوم تبلى السرائر﴾، فكان في إتباعه قوله: ﴿إنه على رجعه لقادر﴾ نبأ من أنباء القيامة دلالة على أن السابق قبلها أيضاً منه، ومنه :﴿يوم تبلى السرائر﴾ يقول تعالى ذكره : إنه على إحيائه بعد مماته لقادر يوم تبلى السرائر، فاليوم من صفة الرجع، لأن المعنى : إنه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر".
... وقال ابن القيم :"والقول الأول هو الصواب لوجوه : أحدها : أنه المعهود من طريقة القرآن من الاستدلال بالمبتدأ على المعاد... الثالث : أنه لم يأت لهذا المعنى [أي : رد الماء إلى الصلب أو الإحليل} في القرآن نظير في موضع واحد، ولا أنكره أحد حتى يقيم سبحانه الدليل عليه... الخامس: أن الضمير في "رجعه" هو الضمير في قوله :﴿فما له من قوة ولا ناصر﴾، وهذا للإنسان قطعاً، لا للماء...". (التبيان في أقسام القرآن : ٦٦).
( )... فسر السلف الرجع بالمطر، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق عكرمة والعوفي، والحسن من طريق أبي رجاء، وعكرمة من طريق أبي رجاء، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر وسعيد، والضحاك من طريق عبيد. وانفرد ابن زيد بتفسير الرجع بقوله :"شمسها وقمرها ونجومها يأتين من ها هنا".


الصفحة التالية
Icon