٦-٧- قوله تعالى :﴿سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى﴾ : هذا وعد من الله لنبيه ﷺ بأن يجعله قارئاً للقرآن حافظاً له، فلا يقع منه نسيان له(١)، إلا ما نسخ الله تلاوته، ثم أخبره قائلاً : إن الله يعلم ما يقع منك من عمل أظهرته، وعمل كتمته فلم تظهره فهو يعلم جميع أحوالك سرها وعلانيتها.
٨- قوله تعالى :﴿ونيسرك لليسرى﴾ : وهذا وعد آخر لنبيه ﷺ بأن يسهل على عمل الخير الموصل للجنة.

(١)... حكي عن بعض المفسرين أن "لا" في قوله :﴿فلا تنسى﴾ لا النهاية، وهذا مخالف لرسم المصحف الذي جاء فيه رسم "تنسى" بالألف المقصورة، ولو كان كما قال : لحذفت هذه الألف لأجل جزم الفعل المضارع، والله أعلم.
... ونقل الطبري عن بعض أهل العربية، وهو الفراء، فقال :"لم يشأ الله تنسى شيئاً، وهو كقوله :﴿خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إل ما شاء ربك﴾ [هود : ١٠٧]، ولا يشاء. قال : وأنت قائل في الكلام : لأعطينك كل ما سألت إلا ما شئت، وإلا أن أشاء أن أمنعك، والنية أن لا تمنعه، ولا تشاء شيئاً. قال : وعلى هذا مجاري الإيمان، يستثنى فيها، ونية الحالف اللمام".
... وهذا القول فيه إخراج للاستثناء عن معناه دون ما يدعو إليه من المعنى، والمعنى المفسر على بقاء الاستثناء واضح ومطابق للواقع، وهذا مما يدل على خطأ هذا القول، والأصل بقاء اللفظ على ما يدل عليه، ولا يخرج عنه إلا بدليل، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon