١- قوله تعالى :﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾ : يقول الله تعالى لنبيه محمد ﷺ : هل أتاك خبر يوم القيامة التي تخشى الناس بأهوالها وتعظيمهم(١) ؟.
٢- قوله تعالى :﴿وجوه يومئذ خاشعة﴾ ؛ أي : يوم الغاشية تكون وجوه حاضرة له ذليلة في النار(٢)، وهي وجوه الكفار.

(١)... ورد عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة :"الغاشية : من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده". ومن طريق العوفي قال :"الساعة"، وكذا ورد عن قتادة من طريق سعيد.
... وذكر الطبري ترجمة أخرى، فقال :"وقال آخرون : بل الغاشية : النار تغشى وجوه الكفرة"، وأورد الرواية عن سعيد بن جبير، قال :"غاشية النار". ويلاحظ أن قول سعيد يحتمل أن يراد به الذين يغشون النار، وهم الكفار، والله أعلم.
... ثم رجح الإمام ابن جرير فقال :"والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله قال لنبيه ﷺ :﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾، لم يخبرنا أنه عنى غاشية القيامة، ولا أنه عنى غاشية النار، وكلتاهما غاشية، هذه تغشى الناس بالبلاء والأهوال والكروب، وهذه تغشى الكفار باللفح في الوجوه، والشواظ والنحاس، فلا قول أصح من أن يقال كما قال جل ثناؤه، ويعم الخير بذلك كما عمه ".
... ويلاحظ هنا أن ابن جرير لم يعتمد قول ابن عباس ويقدمه على أنه قول صحابي، ويترك ما خالفه من قول التابعي، وهذا منهج يحتاج إلى بحث ودراسة، والله أعلم.
... وعلى هذا يكون سبب الاختلاف أن الغاشية وصف لمحذوف، فذكر كل واحد منهم ما يحتمله من الموصفات، وهذه الموصوفات جاءت على سبيل التواطىء بينهما في في وصف الغاشية، والله أعلم.
(٢)... فسرها قتادة من طريق سعيد :"ذليلة"، وزاد من طريق معمر :"خاشعة في النار" فبين مكان خشوعها.


الصفحة التالية
Icon