١٠-١١- قوله تعالى :﴿في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغية﴾ ؛ أي : هذه الوجوه المؤمنة في بساتين مرتفعة، لا تسمع في هذه الجنة العالية كلمة باطل(١) ؛ لأن الجنة طيبة، طيب ما فيها، وهي دار سلام وأمن دائم.
١٢-١٦- قوله تعالى :﴿فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوبة﴾ ؛ أي : في هذه الجنة العالية من جنس عين الماء، تجري على أرضها من غير أخدود، وفيها السرر مرتفعة وعالية يجلسون عليها ويضطجعون، لينظروا ما حولهم من النعيم، وفيها أواني الشرب معدة عندهم إذا أرادوا أن يشربوا من العين و غيرها، وفيها الوسائد التي قد رص بعضها بجوار بعض(٢)، وفيها البسط الكثيرة الوفيرة المنتشرة بين يدي المؤمن.

(١)... قال الطبري :"وقوله :﴿لا تسمع فيها لغية﴾ يقول : لا تسمع هذه الوجوه ؛ المعنى لأهلها، فيها : في الجنة الغالية لاغية، يعني باللاغية : كلمة لغو، واللغو : الباطل، فقيل للكلمة التي هي لغو : لاغية، كما قيل لصاحب الدرع : دارع، ولصاحب الفرس : فارس، ولقائل الشعر : شاعر. وكما قال الحطيئة :
... أغررتني وزعمت أنـ... ـك لابن بالصيف تامر
يعني : صاحب لبن، وصاحب تمر.
وزعم بعض الكوفيين [هو الفراء] أن معنى ذلك : لا تسمع فيها حالفة على الكذب، ولذلك قيل : لاغية. ولهذا الذي قال مذهب ووجه، لولا أن أهل التأويل من الصحابة والتابعين على خلافه، وغير جائز لأحد خلافهم فيما كانوا عليه مجتمعين". ثم ذكر الرواية عن ابن عباس من طريق العوفي =
(٢)... قال :"لا تسمع أذى ولا باطل"، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح :"شتماً"، وقتادة من طريق سعيد ومعمر :"لا تسمع فيها باطلاً ولا شتماً".
( )... عبر السلف عن النمارق بالمرافق، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وبالمجالس من طريق العوفي، وبالوسائد عن قادة من طريق سعيد.


الصفحة التالية
Icon