... ٤- قوله تعالى :﴿والليل إذا يسر﴾ : ويقسم ربنا بالليل إذا ذهب وسار(١).
... ٥- قوله تعالى :﴿هل في ذلك قسم لذي حجر﴾ : يقول تعالى : هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مقنع لصاحب عقل(٢) ؟، والمعنى : إن هذه الأقسام فيها مكتفي لمن له عقل يتدبر ويتفكر، فيعل عن ربه وأوامره ونواهيه.
وجواب القسم محذوف، وتقديره لتجازن بأعمالكم.

(١)... وقيل غير ذلك، قال الطبري :"والصواب من القول أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعاً من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر ولا عقل، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمه هذا، لعموم قسمه بذلك ".
( )... كذا ورد عن عبد الله بن الزبير من طريق محمد بن المرتفع ن وابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد من طريق أبي يحيى، وأبي العالية من طريق الربيع بن أنس، وقتادة من طريق معمر وسعيد، وابن زيد، وقال عكرمة :"ليلة جمع" ؛ يعني : ليلة مزدلفة، وهذا يحمل على التمثيل بليلة شريفة، وإلا فالخبر عام في كل ليلة، وليس فيه ما يدل على التخصيص، ولذا حملها الجمهور على العموم، والله أعلم.
(٢)... كذا فسر السلف ذلك : ابن عباس من طريق أبي ظبيان والعوفي وعلي بن أبي طلحة وأبي نصير، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح وأبي يحيى وهلال بن خباب، والحسن من طريق أبي رجاء، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وابن زيد.


الصفحة التالية
Icon