٢- قوله تعالى :﴿وأنت حل بهذا البلد﴾ ؛ أي : وأنت بمكة حلال لك أن تصنع فيها ما تشاء مما هو حرام في غي هذا الوقت الذي أحل لك، فلا إثم عليك ولا حرج(١).
٣- قوله تعالى :﴿ووالد وما ولد﴾ : ويقسم ربنا بكل والد وولده(٢)

(١)... كذا ورد عن السلف في تفسير هذه الآية مع اختلافهم في التعبير عن هذا المعنى، وقد ورد ذلك عن ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وابن زيد، وعطاء من طريق عبد الملك، والضحاك من طريق عبيد. وزاد ابن كثير ذكر الرواية عن سعيد بن جبير، وعكرمة، وعطية، وأبي صالح، والسدي، والحسن البصري. ولم يذكر ابن جرير عنهم غير هذا المعنى، ويشهد له قوله ﷺ :"وإنما احلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس".
... وبهذا تكون هذه الآية من دلائل النبوة وبشارات الله لنبيه لصلى الله عليه وسلم بالنصر على أعدائه؛ لأن هذه السورة مكية، ولم يتحقق هذا الخبر إلا بعد مهاجرة وغزوه مكة.
... وقد ورد في تفسير "حل" معنيان آخران :
... الأول : وأنت حال – أي : مقيم – في مكة، وهذا فيه تشريف لمكة حال كون الرسول ﷺ مقيماً فيها وساكناً.
... الثاني وأنت حلال الدم في مكة، حيث كان المشركون يريدون قتله، والقول الأول عليه السلف، وهو المقدم لأجل ذلك، والله أعلم.
(٢)... ورد في تفسير هذه الآية معنيان :
... الأول : أن القسم بكل من يلد، وبكل عاقر لا يلد، وهذا قول ابن عباس من طريق عكرمة، وعكرمة من طريق النضر بن عربي.
... الثاني : يقسم بالوالد يلد، وبولده، وقد ورد ذلك عن ابن عباس من طريق العوي، وورد عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وأبي صالح من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والضحاك من طريق عبيد، وسفيان الثوري من طريق مهران، كلهم فسر أنه آدم وولده، كأنه لما ذكر المسكن أشار إلى الساكن.
... وورد عن أب عمران الجوني أنه إبراهيم وولده ؛ كأنه أشار إلى باني البيت وذريته، وهذان التفسيران جاءا على سبيل المثال لوالد وولده، ولذا قال الطبري :"والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا : إن الله أقسم بكل والد وولده ؛ لأن الله عم كل والد وما ولد.......... =


الصفحة التالية
Icon