... ٥- قوله تعالى :﴿والسماء وما بناها﴾ : ويقسم ربنا بالسماء وبمن بناها، أو وببنائها(١).
... ٦- قوله تعالى :﴿والأرض وما طحاها﴾ : ويقسم ربنا بالأرض وبمن بسطها أو ببسطها(٢).
... ٧- قوله تعالى :﴿ونفس وما سواها﴾ : ويقسم ربنا بنفس الإنسان التي خلقها، وبمن خلقها سوية، معتدلة غر متفاوتة، أو بتسويتها.

(١)... ورد عن قتادة من طريق سعيد :"وبناؤها : خلقها"، وعن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح : قال: "الله بنى السماء"، وعلى هذا فإن "ما" يُحتمل أن تكون مصدرية، وعليه تفسير قتادة، أو تكون موصولة، وعليه تفسير مجاهد، قال الطبري :"وقيل :﴿وما بناها﴾ هو جل ثناؤه بانيها، فوضع "ما" موضع "من"، كما قال :﴿ووالد وما ولد﴾ [البلد : ٢] فوضع "ما" موضع "من"، ومعناها : ومن ولد ؛ لأنه قسم أقسم بآدم وولده (أي : على من قال بهذا، وإلا فالإمام اختار العموم في هذه الآية) [النساء : ٣]، وإنما هو : فانكحوا من طاب لكم. وجائز توجيه ذلك إلى معنى المصدر ؛ كأنه قال : والسماء وبنائها، ووالد وولادته". والكلام في "ما" في الآيات اللاحقة نظير الكلام عليها هنا، والله أعلم.
(٢)... طحاها : بسطها، هذا هو المشهور، وقد ورد عن مجاهد وابن زيد، ونسبه ابن كثير إلى مجاهد وقتادة والضحاك والسدي والثوري وأبي صالح وابن زيد، ثم قال :"وهذا أشهر الأقوال، وعليه أكثر المفسرين، وهو المعروف عند أهل اللغة، قال الجوهري :"طحوته، مثل : دحوته ؛ أي : بسطته".
... وقد ورد عن ابن عباس من طريق العوفي: "ما خلق فيها"، ومن طريق ابن أبي طلحة:"قسمها"، ورواية العوفي أعم من المعنى المعروف في اللغة، وليست أدري مراده في رواية ابن أبي طلحة. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon