... ٣- قوله تعالى :﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾ : ويقسم ربنا بمن خلق الذكر والأنثى، أو يخلق الذكر والأنثى(١).
... ٤- قوله تعالى :﴿إن سعيكم لشتى﴾ : هذا جواب الأقسام الماضية(٢)، والمعنى : إن عملكم الذي تعملونه لمختلف، فمنكم من يعمل بالطاعة، ومنكم من يعمل بالمعصية.
... ٥-٧- قوله تعالى :﴿فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى﴾ : هذا تفصيل لأهل السعي وسعيهم، والصنف الأول : من أنفق من ماله في سبيل الله، وتجنب محارم الله فلم يواقعها(٣)، وصدق بموعد الله من الخلف عن المنفق ماله في سبيل الله(٤)

(١)... قال الطبري :"وقله :﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾ يحتمل الوجهين الذين وصف في قوله :﴿والسماء وما بناها * والأرض وما طاحها﴾ [الشمس : ٥-٦] وهو أن يجعل "ما" بمعنى "من"، فيكون ذلك قسماً من الله جعل ثناؤه بخالق الذكر والأنثى، وهو ذلك الخالق، وأن تجعل "ما" مع ما بعدها بمعنى المصدر، ويكون قسماً بخلقه الذكر والأنثى }.
... وقد ص عن ابي الدراء وابن مسعود أنهما كانا يقرءان :﴿والذكر والإنثى﴾، وهذه القراءة لا يقرأ بها، لمخالفتها رسم المصحف الذي ثبت فيه لفظ :"وما خلق"، وإنما هي منسوخة : قرأ بها الرسول ﷺ، ثم نسخت فيما نسخ في العرضة الأخيرة ؛ لأنها لو كانت غير ذلك، لثبت رسمها في أحد مصاحف عثمان، كما ورد إثبات بعض الألفاظ في مصحف، وحذفها من مصحف غيره، والله أعلم.
(٢)... قال قتادة من طريق سعيد :"وقع القسم هاهنا".
(٣)... ورد ذلك عن ابن عباس من طريق عكرمة، وقتادة من طريق سعيد، والضحاك من طريق عبيد.
(٤)... ورد عن السلف في تفسير الحسنى أقوال :
صدق بمخلف من الله، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق عكرمة وأبى صالح وشهر بن حوشب، وعكرمة من طريق قيس بن مسلم ونضر بن عربي، ومجاهد من طريق أبي هاشم المكي.
وورد عن قتادة من طريق معمر وسعيد :"صدق المؤمن بموعود الله الحسن". ويحتمل أن يكون =


الصفحة التالية
Icon