، ولم يصدق بموعد الله من الخلف من الله، ولا بالجنة(١)، فهذا يسهل الله له عمل الشر والوقوع فيه، جزاء له على استغنائه عن ربه، وعدم إنفاق ماله في الخير، وتكذيبه بالحسنى(٢)، فمن كان من هذا الصنف، فإن الذي بخل به، ولم ينفقه في سبيل الله، لن يفيده إذا سقط وهوى في جنهم(٣).

(١)... ورد عن السلف الخلاف السابق في :﴿وصدق بالحسنى﴾.
(٢)... ورد في هذا الآيات حديث عن النبي ﷺ، قال علي بن أبي طالب :"كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله ﷺ، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكث بمخصرته، ثم قال : ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها في الجنة والنار، وإلا قد كتب شقية أو سعيدة، قال رجل : يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة، فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال : أما أهل السعادة، فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة، فييسرون لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ :﴿فأما من أعطى وأتقى * وصدق بالحسنى﴾ الآية " (رواه البخاري في تفسير سورة الليل من صحيحه).
(٣)... ورد ذلك عن أبي صالح من طريق إسماعيل بن أبي خالد، وقتادة من طريق معمر وور عن مجاهد من طريق ليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح :"إذا مات".
... قال الطبري :"وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال : معناه : إذا تردى في فلان، قلما يقال : تردى". وهذا يعني أن تفسير أيب صالح وقتادة على المشهور من عنى اللفظ، أما تفسير مجاهد فهو على معنى قليل من اللفظ، وهو معنى صحيح، ولكن قدم الأول لأنه المعنى الأشهر، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon