... ١٢-١٣- قوله تعالى :﴿إن علينا للهدى * وإن لنا للآخرة والأولى﴾ ؛ أي : أن على الله ابيان : بيان الحق من الباطل، والطاعة من المعصية(١)، وإن الحياة الدنيا والحياة الآخرة وما فيهما ملك لله، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، ومن ذلك أنه وفق من أحب لطاعته وخذل من أبغض بمعصيته(٢).
١٤-١٦- قوله تعالى :﴿فأنذرتكم ناراً تلظى * لا يصلاها إلى الأشقى * الذي كذب وتولى﴾ ؛ أي : فحذرتكم أيها الناس النار التي تتوهج وتلتهب من شدة إيقادها، تلك النار التي لا يدخلها ويشوى فيها إلا الذي شقي في حياته فكذب بما جاء عنه ربه، وأعرض عنه فلم يؤمن به.

(١)... قال قتادة من طريق سعيد :"على الله البيان : بيان حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته".
(٢)... قال الطبري :"وقوله :﴿وإن لنا للآخرة والأولى﴾ يقول : وإن لنا ملك ما في الدنيا والآخرة، نعطي منها من أردنا من خلقنا، ونحرمه من شئنا.
... وإنما عنى بذلك – جل ثناؤه – أنه يوفق لطاعته من أحب من خلقه، فيكرمه بها في الدنيا، ويهيء له الكرامة والثواب في الآخرة، ويخذل من يشاء خذلانه من خلقه عن طاعته، فيهينه بمعصيته في الدنيا، ويخزيه بعقوبته عليها في الآخرة ".


الصفحة التالية
Icon