١٧-٢١- قول تعالى :﴿وسيجانبها الأتقى * الذي يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى﴾ ؛ أي : وسيبعد عن هذه النار الذي بلغ الكمال في التقوى، الذي من صفته أنه يُعطى ماله في الدنيا المحتاجين، وينفقه في سبيل الله لأجل أن يتطهر بإعطائه هذا المال من الذنوب، وما أعطى هؤلاء المحتاجين لأن بينه وبينهم منفعة أعطاه إياهم من أجلها، ولكن أعطاه إياهم لأجل أن يرضى عنه ربه العالي على خلقه، ولسوف يرضى هذا المعطي بما سيخلفه الله عليه في الآخرة من الثواب(١).
سورة الضحى
آياتها : ١١
سورة الضحى

بسم الله الرحمن الرحيم

والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيما فأوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث.
سورة الضحى
(١)... قيل : نزلت هذه الآيات في أبي بكر، ورد ذلك عن عبد الله من طريق ابن عامر، وقتادة من طريق سعيد، قال ابن كثير :"وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه داخل فيها، وأولى الأمة بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى :﴿وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى﴾، ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذا الأوصاف، وسائر الأوصاف الحميدة... ".


الصفحة التالية
Icon