... ٣- قوله تعالى :﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ : هذا جواب القسم، والمعنى : ما تركك ربك يا محمد ﷺ وما أبغضك.
... ٤- قوله تعالى :﴿وللآخرة خير لك من الأولى﴾ : يقسم ربنا لنبيه ﷺ أن الدار الآخرة بما أعده الله له فيها خير له من الدنيا وما فيها، وهذه بشارة للنبي ﷺ فيها تأكيد عدم ترك الله وبغضه له، فلا يحزن مما يقع له.
... ٥- قوله تعالى :﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ : ويقسم له مؤكداً بأنه سيعطيه وينعم عليه كل ما يرجوه من خير له ولأمته حتى يرضى بهذا العطاء(١).

(١)... الوارد عن السلف في التفسير تخصيصه بإعطاء الآخرة، وكأنهم ربطوا الآية بما قبلها، وهي أن خير الآخرة له أفضل من الدنيا، ولأنه سيعطي من خيرها حتى يرضى، ولو حمل على عموم الإعطاء فهو محتمل، ويكون تفسير السلف مثالاً لنوع من أشرف أنواع الإعطاء الإلهي لنبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
... وقد ورد التفسير عن ابن عباس من طريق ابنه علي، قال :"أعطاه الله في الجنة ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم"، قال ابن كثير :"وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، ومثل هذا لا يقال إلا عن توقيف".
... وورد عنه من طريق السدي :"من رضا محمد ﷺ أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار"، وفيه انقطاع بين السدي وابن عباس. وورد عن قتادة من طريق سعيد أن هذا الإعطاء يكون يوم القيامة، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon