... ٦-٨- قوله تعالى :﴿ألم يجدك يتيما فأوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى﴾ : يمتن الله على نبيه ﷺ معدداً عليه شيئاً من نعمه، وهي أنه كان يتيماً قد فقد أباه في الصغر، فجعل له مكاناً يرجع إليه ويسكن فيه، وكان ذلك برعاية جده وعمه له. ووجدك ضالاً عن معرفة الدين، فهداك إليه ؛ كما قال تعالى :﴿وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتب ولا الإيمان﴾ [الشورى : ٥٢]ُ. ووجدك فقيراً فأعناك.
... ٩-١١- قوله تعالى :﴿فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث﴾ : يقول تعالى لنبيه ﷺ : فإذا علمت نعمتي عليك في هذا فاشكرها بأن لا تغلب من فقد أباه، وهو دون سن البلوغ، ولا تذله بأي نوع من أنواع الإذلال، فتظلمه بذلك. وأن لا تزجر الذي يسأل عن دينه، أو يسألك النفقة من الفقراء. وأن تخبر الناس على سبيل الشكر لله بما أنعم عليك من نعمه ؛ كنعمة القرآن، أو النبوة، أو غيرها، والله أعلم.
سورة الشرح
آياتها : ٨
سورة الشرح

بسم الله الرحمن الرحيم

ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فأرغب.
سورة الشرح
... ١- قوله تعالى :﴿ألم نشرح لك صدرك﴾ : يقول الله ممتناً على نبيه ﷺ لقد وسعت لك صدرك، فجعلته منبسطاً راضياً، وجعلته محلا لوحيي، ومتحملاً لأعباء حمله وتبليغه للناس، ومتحملاً أخلاقهم، وغير ذلك مما يدل على سعة الصدر وعدم ضيقه(١).
(١)... في هذا الشرح المعنوي إشارة إلى الشرح الحسي، وهو شق صدر الرسول ﷺ وإخراج ما في قلبه من النكتة السوداء، وملء قلبه إيماناً وحكمة. وقد كان هذا ممهداً لذلك الشرح الذي ذكر الله في الآية، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon