؛ كعيسى ابن مريم ويقسم بجل سيناء الذي كلم.........................
موسى(١)

(١)... ورد عن جميع السلف تفسيره بجبل موسى الذي في سيناء، ورد ذلك عن الحسن من طريق عوف، وكعب الأحبار من طريق يزيد أبي عبد الله، وابن عباس من طريق العوفي، وذكره بعضهم باسم مسجد موسى، ورد ذلك عن قتادة من طريق هشام، وابن زيد.
... وفسر بعضهم معنى الطور، فقال : الطور : الجبل، ورد ذلك عن عكرمة من طريق أبي رجاء، وعمرو بن ميمون، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وورد عن عكرمة من طريق النضر، والكلبي، من طريق معمر، تقييده بالجبل الذي ينبت.
... وفسر عكرمة من طريق عمارة وأبي رجاء "سنين" بالحسن، قال :"وهي لغة الحبشة، يقولون للشيء الحسن : سينا سينا". وفسره مجاهد من طريق ابن أبي نجيح بالمبارك، وقال قتادة من طريق معمر :"جبل بالشام مبارك حسن".
... قال الطبري : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال : طور سنين : جبل معروف ؛ لأن الطور هو الجبل ذو النبات، فإضافته إلى سينين تعريف له، ولو كان نعتاً للطور، كما قال من قال : معناه : الحسن أو مبارك، لكان الطور منوناً، وذلك أن الشيء لا يضاف إلى نعته لغير علة تدعو إلى ذلك ".
... وهذا الذي قاله الطبري صواب، غير أنه أن تحتمل بعض هذه الأقوال، فمن فسر بالجبل أراد، - والله أعلم – بيان معنى الطور في اللغة. كما أن قول قتادة :"جبل بالشام مبارك حسن" يمكن أن لا يكون تفسيراً لفظياً لسينين، ولكنه أراد أن هذا الجبل الذي في سيناء مبارك بما حفه من نزول الرسالة على موسى، وهو حسن لما فيه من أما تفسير عكرمة على أن اللفظ بلغة الحبشة، فبعيد ؛ لاختلاف اللفظتين، وليس هذا تعريبها، لو كانت مما وقع للعرب من لغة الحبشة، ولا هي من العربية، لو قيل باتفاق اللغتين في هذه اللفظ، ويدلك على ذلك ما ورد عن النبي ﷺ في نطق اللفظة الحبشية التي تل على معنى الحسن، حيث قال : سنا، وسنه، وسناه. (انظر : صحيح البخاري : كتاب اللباس : ٢٢، ومناقب الأنصار : ٢٧، والجهاد : ١٨٨) كل هذا ورد عنه، وهي لفظة حبشية بمعنى حسن. فأين هذه اللفظة من لفظة سينين، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon